تبرز بلدة حولا (مرجعيون) من أكثر البلدات الحدودية التي انتشرت فيها حالات مرضى السرطان، بعدما أُحصيت أكثر من 45 حالة أُعلنت حتى الآن، معظمها أصابت الشباب وصغار السنّ، إضافةً الى العشرات من الذين وافتهم المنيّة بسبب المرض نفسه.اللّافت، وجود عدد من الأسر التي أصيب منها أكثر من فرد بالمرض عينه، إيمان رزق واحدة من المصابين بالمرض، التي لا تزال تتلقى العلاج، تؤكد أن «المرض أصابها منذ عدة سنوات، بعدما توفيت شقيقتها بالمرض، كما أصيب والدها بسرطان في الرئة، وقد نجا منه بأعجوبة، رغم أنه مضطرّ الى تناول الدواء طيلة حياته».
وتلفت رزق إلى أن «مرض السرطان ينتشر بسرعة في البلدة، وفي كل مرة تزور فيها طبيبها المعالج تكتشف أن عدداً من أبناء البلدة سبقوها إلى هناك، وأن الأطباء يحيلون أسباب انتشار المرض في المنطقة على حرب تموز 2006، وخاصةً سرطان الثدي، الذي أصاب الكثير من النساء المتزوجات، اللّواتي كنّ حوامل أثناء الحرب». تضيف: «معظم الأطباء الذين تعرّفت عليهم أثناء خضوعي للعلاج رجّحوا إمكان تلوّث التربة من القصف، هي التي يعتاش من خيراتها معظم الأهالي المقيمين في البلدة وجوارها».
وتبيّن صاحبة صيدلية في البلدة أن «عدد حالات مرضى السرطان بدأ يتكاثر على نحو لافت في البلدة وعدد من البلدات الأخرى، وخاصةً في السنوات الخمس الماضية، لذلك هناك حاجة ماسة إلى معرفة أسباب هذه الظاهرة، والقيام بحملات توعية للأهالي لإجراء الفحوص اللازمة بغية الكشف المبكر على المرض واستئصاله».
ويؤكد طبيب البلدة علي نمر محمود أن «معظم حالات الوفاة في البلدة تعود أسبابها اليوم الى مرض السرطان، إذ إنّه بين كل 6 حالات وفاة ثمّة حالة واحدة تعود لسبب آخر، فقد أصاب المرض العشرات من أبناء البلدة، وعدد كبير منهم من صغار السن، ودراسة أسباب انتشار هذا المرض في البلدة تحتاج الى مختبرات عالية التقنية، وهي حاجة باتت لازمة ومستعجلة، وخصوصاً بعد زيادة انتشار المرض». ودعا محمود الى «إجراء دراسة تبيّن أسباب المرض، وخصوصاً أن زيادة عدد مرضى السرطان تعني زيادة الفاتورة الصحية، فثمن دواء واحد لمعالجة مريض السرطان يزيد على 9 ملايين ليرة شهرياً، كما يجب إجراء حملات توعية لإقناع الأهالي بضرورة إجراء الفحوص اللّازمة للكشف المبكر».
تذهب إيمان رزق الى أن «على المريض ألّا يعتمد على وزارة الصحة فقط، فثمن الدواء اللّازم للعلاج الكيميائي هو 6 ملايين ليرة كل 21 يوماً، وكثيراً ما اضطررت إلى تأمين هذا المبلغ بنفسي، لأن عدم تأمينه يعني أنّ العلاج الذي حصلت عليه طيلة أشهر لن يجدي نفعاً، وسيعيدني الى النقطة الصفر». وتمنّت رزق أن «تؤسَّس جمعية في البلدة خاصة بمرضى السرطان لمتابعة أوضاعهم وحاجاتهم».