«قرّر» الرئيس السابق للبنك الدولي جيمس ولفنسون عدم الحضور إلى لبنان لتسلّم شهادة الدكتوراه الفخرية التي كانت ستمنحه إياها إدارة الجامعة الأميركية في بيروت، في 25 الجاري. هذا ما جاء في بيان مقتضب وزّعه صباح أمس مكتب رئيس الجامعة بيتر دورمان، جاء فيه أن الجامعة الأميركية في بيروت «تأسف» بأن تعلن أن (السير) جيمس ولفنسون قرّر عدم حضور حفل التكريم «بسبب قلقه من أن يصرف حضوره الانتباه عن الطابع الاحتفالي للمناسبة». موقف ولفنسون كان كفيلاً بإطلاق موجة من الاحتفالات بين الطلاب والأساتذة، لم تخل من بعض القلق والترقّب للبيان الرئيسي و«التفصيلي» المنتظر صدوره قريباً عن رئيس الجامعة، كما وعد. ذلك أنّ بيان أمس، وإن كان يعلن أنّ ولفنسون لن يكون حاضراً في الاحتفال، إلا أنّه لا يشرح إن كانت الدكتوراه الفخرية ستُمنح له رغم ذلك.
تستبعد أستاذة في الجامعة، تحفّظت عن ذكر اسمها، أن تقدم الإدارة على خطوة كهذه، مستندة في رأيها على قانون وضعته الـAUB لمنح شهادات الدكتوراه الفخرية وهو وجود الشخص المكرّم في الاحتفال. أي أنّ الجامعة لا يمكنها أن تعطي هذه الشهادة غيابياً، أو أن ترسلها إلى مكان إقامة الشخص المكرّم. مع ذلك، هذا القانون لم يبدّد مخاوف الأساتذة، إذ يقول أحدهم: «بعد التحرّك الجامعي والشعبي والإعلامي، لا أعتقد أنّ الجامعة ستمضي بهذا المشروع، لكن في النهاية يمكن أن نخطئ في توقعاتنا. لننتظر البيان التفصيلي».
في الانتظار، يبقى الطلاب والأساتذة على أهبة التحرّك. فهم كما لم يقبلوا بدخول ولفنسون إلى جامعتهم، يتمسّكون بموقف مماثل من منحه شهادة فخريّة باسمهم. حتى إنهم يتشاورون في صيغة للتحرّك في حال حصول ما يخشونه. يقول محمد، الطالب في الجامعة، إنّ «إعطاء ولفنسون شهادة فخريّة باسمنا أمر لا يمكن أن نقبله». أما الأساتذة، فهم يرون اليوم أنّ تحرّكهم هو الأهمّ، لأن الحوار بينهم وبين الجامعة لم يعد هو الأساس بعد تحوّل الموضوع إلى قضيّة عامة. الأمر بالنسبة إليهم لم يعد مرتبطاً بعلاقة الجامعة مع طلابها فقط، إنّما هي تحدّد شكل علاقتها مع المدينة التي زُرِعت فيها وإن كانت ستقرّر نهاية أنّها جزء من هذا النسيج الاجتماعي المحيط بها.
البيان، وإن كان يُظهر أنّ ولفنسون هو من قرّر إلغاء الزيارة، إلا أنّ الكثير من العاملين في الجامعة يعتقدون أن هذه الصيغة أتت بشكل يحفظ ماء وجهها، لأنّه «يحرّرها من تنفيذ مطلب المعترضين بإلغاء دعوتها له ومن طأطأة رأسها أمامهم»، فوجدت في صيغة البيان هذه مخرجاً مشرّفاً لها. بينما يرى آخرون أنّ الموضوع يمكن أن يكون قد تمّ بالاتفاق بين الطرفين، فلا ولفنسون مستعد للدخول في هذه «المعمعة» ولا الجامعة تستطيع أن تتجاهل الجميع وتمضي في مشروعها.
يقول المتحدث باسم النادي الثقافي الفلسطيني في الجامعة: «من الواضح أنّهم خضعوا لمطالبنا، وخصوصاً بعد الفضيحة التي أثارها الموضوع. لذلك يحاولون القول إنّ ولفنسون نفسه اعتذر. لكننا ننتظر البيان الرسمي. وعلى كلّ، نحن احتفلنا بثمار جهدنا وفرحنا بالوعي الموجود لدى الناس كما بروح المقاومة والوطنيّة الموجودة لدى اللبنانيين والعرب والأجانب الذين بعثوا بالرسائل إلى رئيس الجامعة معترضين. لقد تعلّمنا من الثورات العربية أنّ تحرّكنا يمكن أن يغيّر الكثير».
بتغيّب «المكرّم الأول» جيمس ولفنسون، يأخذ رئيس الجامعة الأميركية بيتر دورمان على عاتقه إلقاء الخطاب الرئيسي، مكان ولفنسون، في حفل تخريج الجامعة الثاني والأربعين بعد المئة، لكن لننتظر قبل ذلك أن يوضح الأمور ويجيب عن كل الأسئلة في بيانه المنتظر.