إلياس مهدي
“نود تنبيه مشاهدينا الكرام إلى أن الحلقة مخصصة للحديث عن المشاكل الجنسية بين الزوجين، فنرجو أن تقتصر المشاهدة على الراشدين فقط”!... كانت هذه الكلمات أشبه بجرس إنذار قرعته إحدى مذيعات برنامج “كلام نواعم” على قناة “أم بي سي”، وهي تحذّر المشاهدين، ثلاث مرات، من توخي الحذر عند متابعتهم لما ستناقشه حلقة البرنامج مساء الأحد الماضي... خُيِّل إلينا للوهلة الأولى أن القناة قررت كسر التابوهات وعرض مشاهد حميمة لزوجين على الفراش، تماماً كما تفعل الفضائيات الغربية عندما تناقش مواضيع مشابهة وتدعّم معالجتها بهذا النوع من البراهين.
لكن الحلقة سرعان ما “خيّبت أمل المشاهد”، ليتبين في النهاية أن الأمر لا يعدو كونه أكثر من مجرّد حديث عابر عن قضايا اعتاد الجمهور العربي سماعها على الفضائيات الغربية.
الحملة الإعلانية التي سبقت عرض البرنامج كانت مثيرة في شكل كاف لجعل الجماهير “المتلهفة جنسياً” أو “المكبوتة” تضبط أجندتها على توقيت البرنامج لتسمع نقاشاً، بقي لفترة طويلة “سجين” قائمة المحظورات التي أعدتها معظم القنوات العربية منذ انطلاقتها. بقي الجنس محظوراً على الفضائيات، ورغم أن معظمها، إن لم نقل جميعها، لم يعد يجد حرجاً في بثّ برامج وأعمال درامية فيها فيض هائل من القبل والإثارة الجنسية (غير الفاضحة)، بالإضافة إلى برامج الموضة وعرض الأزياء والكليبات الغنائية...
من هنا، يسجّل لـ“أم بي سي” أنها فتحت نقاشاً “جريئاً” عن مشاكل العلاقات الجنسية بين الزوجين، وخصوصاً أن الحديث جاء على لسان “النواعم”، وأن القناة التي تعرض البرنامج هي سعودية، معروفة بتحفظ مجتمعها.
تحدثت “النواعم” عن أسباب المشاكل الجنسية بين الزوجين وعن الطلاق الذي تسببه هذه المشاكل، ولجوء الزوج احياناً إلى علاقات “غير شرعية” حتى يحقق “الإشباع الجنسي”. لكن المقدمات الأربع فشلن في إخفاء حيائهن حين “اضطُررن” لاستخدام مصطلحات مثل “الإشباع الجنسي”، “الشهوة”، و “البرودة الجنسية”.
قالت إحدى المقدمات: “نحن الإعلاميين نتحدث عن الجنس من باب لا حياء في الدين. ومع هذا، لا يمكن أن نخفي شعور الحرج الذي يجتاحنا ونحن نناقش هذا الموضوع”. كذلك، لم تتمالك المقدمة الفسلطينية فرح بسيسو نفسها فانفجرت ضاحكة عندما قالت زميلتها الدكتورة فوزية سلامة، للشيخ الذي حل ضيفاً على البرنامج: “كيف يمكن يا سماحة الشيخ أن نُفهم البنت أن الجنس حرام قبل بلوغها الـ21 عاماً. ثم فجأة، وخلال 24 ساعة، نقول لها: امنحي كل ما في جسدك لهذا الرجل، لأنه صار زوجك؟”.
انتهى البرنامج بسرعة بعدما قامت إحدى المقدمات الأربع بـ“مسح” سريع لإشكالية العلاقات الجنسية بين الزوجين. ورغم أن الحلقة لم تقدم إجابات شافية، ولم تتضمن سوى شهادة لرجل وامرأة، عرض كلاهما مشكلته في الفراش (المرأة غطَّت وجهها من باب الحياء)، يكفي أنها ستفتح شهية محطات أخرى لفتح باب قضايا تُصنّف ضمن “التابوهات”!، هذا ما سنراه ربما في الحلقة المقبلة من “كلام نواعم” التي ستتطرق إلى العادة السرية عند النساء.