كشف تقرير صادر عن السفارة الأميركية في القاهرة (05CAIRO9134 تاريخ 7 كانون الأول 2005) وقائع اجتماع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع بالرئيس المصري حسني مبارك في 6 كانون الأول في القاهرة كما نقلها مستشار الرئاسة المصرية سليمان عوض. «قال عوض إن الشرع طلب من مبارك أن يقوم بدور الوسيط بين الرئيس السوري و(الرئيس الفرنسي جاك) شيراك وأن يقنع السعوديين برفض بيان رئاسي قد يصدر عن مجلس الأمن الدولي بعد صدور تقرير ميليس المقبل». وأضاف عوض أن مبارك رفض الاستجابة لطلب الشرع «وقال إن التعاون السوري (مع لجنة التحقيق الدولية) كان حتى الفترة الأخيرة ناقصاً، غير أنه أثنى على إرسال شهود سوريين الى فيينا لاستجوابهم».
وقال مبارك إن «سوريا عوّلت كثيراً على روسيا، وقال إن منع صدور قرار أو بيان رئاسي عن مجلس الامن سيكون مستحيلاً». وبحسب التقرير، طلب الشرع من مبارك «المساعدة على التأكد من أن المحكمة التي ستنشأ لمقاضاة قتلة الحريري لن تكون دولية بل تتبع لجامعة الدول العربية». قال عوض إن مبارك رفض كذلك الاستجابة لهذا الطلب «قائلاً إن مناقشة المحكمة أمر سابق لأوانه ويدلّ على الاعتراف بالذنب». وأضاف عوض أن «مبارك سأل الشرع بعد ذلك ان كانت سوريا قد قتلت الحريري. وطلب الشرع بعد ذلك عقد قمّة عربية لكن مبارك أجاب بأن الجزائر (بصفتها دولة الرئاسة الدورية) قد رفضت ذلك. وعندما طلب الشرع عقد قمة عربية مصغّرة قال مبارك: كلا، وأضاف أن مصر والسعوية وحدهما يستطيعان مساعدة سوريا فقط اذا تعاونت سوريا بالكامل مع ميليس».

السعودية: الحقيقة أو الاستقرار

كشف المسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية هيرفيه بيزانسنو خلال اجتماع ديبلوماسيين من السفارة الأميركية في باريس في 17 كانون الأول 2005 عن الموقف السعودي كما نقله سفيرها في بيروت (عبد العزيز خوجة) الى نظيره الفرنسي إيمييه (05PARIS8544 تاريخ 20 كانون الأول 2005). قال بيزانسنو بحسب ما نقله الأميركيون عنه: «ان التشاؤم السعودي من التطورات في سوريا ولبنان يتعاظم». وأضاف أن السفير السعودي تحدّث عن «تنازلات قد تحتاج الولايات المتحدة وفرنسا إلى أن تجريها مع دمشق. واستخلص (السفير خوجة) أن المجتمع الدولي قد يكون في موقع الاختيار بين الحقيقة من جهة والاستقرار من جهة أخرى، بمعنى أننا جميعاً نعلم أن اغتيال الحريري لا يمكن أن يحصل من دون معرفة بشار الأسد لكن لا بديل لبشار في سوريا».

زيارة سرّية لمستشار ملك الأردن

يشير أحد التقارير الصادرة عن السفارة الأميركية في العاصمة الأردنية عمّان (05AMMAN9329 تاريخ 1 كانون الأول 2005) الى أن مستشار الملك عبد الله الثاني للأمن القومي ورئيس الحكومة الاردنية بالتكليف، معروف البخيت «قام برحلة غير معلنة الى دمشق خلال الاسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني (2005) بهدف نقل رسالة الى الرئيس (بشار) الأسد. وعرض البخيت أمام سفراء مجموعة الدول الثمانية (G8) بمن فيهم السفير الاميركي في عمان دايفيد هايل، وسفراء دول الاتحاد الاوروبي نتائج رحلته خلال غداء مع الملك. قال إنه أبلغ الأسد بأنه لا خيار أمام النظام في سوريا سوى التعاون بالكامل مع تحقيقات (رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ديتليف) ميليس، وأن عليه أن ينفّذ بالكامل جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة». وأضاف أنه شرح للأسد أن «ملك الاردن شخصياً يريد أن يعرف من قتل صديقه رفيق الحريري». أجاب الرئيس الأسد، بحسب البخيت، «بأنه يريد التعاون الكامل لكنه يحتاج الى مساعدة الاردن بشأن الاجراءات القانونية المتعلّقة باستجواب ميليس مسؤولين رسميين سوريين». وشدّد البخيت، بحسب التقرير الأميركي، على أنه «لم يوحِ للأسد بأن هناك عرضاً يتيح له تقديم أي شيء أقل من التعاون الكامل مع ميليس». يضيف التقرير أن «سرية زيارة البخيت منعت السوريين من الاعلان عنها كما لو أنها دعم أردني لسوريا».

الموقف القطري يتغيّر

تحت عنوان «القطريون يرون الحقيقة في تقرير ميليس لكنهم حذرون»، عرض تقرير للسفير الأميركي في الدوحة شايس أونترماير وقائع «عشاء عائلي» جمعه بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (05DOHA1779 تاريخ 24 تشرين الأول2005). بدأ السفير تقريره بالقول إن الشيخ حمد «لم يدافع عن (الرئيس السوري بشار) الأسد». أضاف التقرير: «في الماضي، عندما كان يسأل مسؤولون أميركيون الأمير عن سوريا كان يدافع بشدة عن الأسد، مضيفاً أن على الولايات المتحدة دعمه لمواجهة الذين كانوا مقرّبين من والده». واستخلص أونترماير أن «إجابة الأمير هي بالأساس اعتراف بأن الوالد والابن يتشاركان نفس المقرّبين منهما. وقال الأمير إن الولايات المتحدة ستلحق الأذى بنفسها اذا تدخلت في سوريا، لكنه أضاف لاحقاً أنه لا يرجح حصول تدخّل كهذا». أضاف السفير أوترماير التعليق الآتي على تقريره: «كان كبار المسؤولين القطريين يجتمعون بنظرائهم السوريين خلال العام الماضي بهدف لعب الدور الوسطي بالنسبة إلى لبنان والولايات المتحدة. واللافت أن الرئيس الأسد أمضى ست ساعات مع الأمير خلال شهر تموز من هذا العام (2005). ولتثبيت الجهود السياسية، وقّعت قطر مذكرة خلال الشهر نفسه لإنشاء شركة استثمار برأس مال قدره مئة مليون دولار لزيادة الاستثمارات في سوريا» وختم السفير تقريره بالخلاصة الآتية: «إن المساعي الديبلوماسية القطرية الخاصّة قد يكون قد تغيّر مسارها، وموقف القطريين في مجلس الأمن سيكون في الواجهة».

شروط عمرو موسى

كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى خلال اجتماعه بالسفير الأميركي في القاهرة فرانسيس رتشياردوني عن وقائع نقاش دار بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد في 15 تشرين الثاني 2005 (05CAIRO8617 تاريخ 15 تشرين الثاني2005) «قال موسى إنه عندما قابل الأسد قبل خطابه الأخير، وعد بالتعاون الكامل مع ميليس، وأنه سيقول لأي مسؤول رفيع يستدعى إلى التحقيق أن يتعاون، لكنه لا يستطيع أن يرسل أحداً للتحقيق معه في لبنان. ورأى الأسد أن استجواب مسؤولين سوريين في لبنان مهين وغير آمن». وقال موسى للسفير رتشياردوني «أبلغني الأسد أنه يفضّل أن تحصل التحقيقات في مراكز الأمم المتحدة في سوريا التي يرفع عليها علم الأمم المتحدة». وسأل الأسد موسى عن «إمكانية استخدام مقر جامعة الدول العربية لهذه الغاية». فأجاب موسى بحسب ما ورد في البرقية الأميركية، بأن هناك أربعة شروط لذلك: «أولاً أن يوافق ميليس، ثانياً أن توافق الحكومة المصرية، ثالثاً أن يوافق لبنان، ورابعاً، أن تطلب سوريا رسمياً من جامعة الدول العربية الإذن باستخدام مقارها».