لم تكن زيارة البابا لبنان الحدث الوحيد، بل ضاهتها المواقف التي أطلقها قبل وصوله إلى بيروت وبعده، وعبرت لبنان إلى الشرق الأوسط، وخصوصاً سوريا. وإن كان هاجس الوجود المسيحي في الشرق في ما يشهده من تطورات دراماتيكية، هو ما شجع البابا على زيارة لبنان في هذا الوقت، فقد جاء «بطريقة رمزية» من خلاله «إلى جميع بلدان الشرق الأوسط كحاج سلام، وكصديق لله ولجميع سكان دول المنطقة، مهما كانت انتماءاتهم أو معتقدهم». وأوضح البابا، في كلمته في المطار حيث أقيم له استقبال رسمي وسياسي وديني حاشد، أن «التعايش اللبناني، يجب أن يظهر للشرق الأوسط بأكمله ولباقي العالم». ونوه بـ«التوازن اللبناني الشهير»، مشيراً إلى أن هذا التوازن «سيتمكن من الاستمرار فقط بفضل الإرادة الحسنة والتزام اللبنانيين جميعاً، وسيكون نموذجاً لكل سكان المنطقة، وللعالم بأسره».
وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان، قد ألقى كلمة ترحيبية بالبابا، آملاً أن تأتي زيارته «بالخير والبركات على لبنان واللبنانيين وعلى شعوب المنطقة ومكوناتها». ونوه بـ«إظهار لبنان على الدوام مقدرة على المقاومة والتضحية والاستشهاد في سبيل الدفاع عن سيادته واستقلاله وحريته ووحدته وقيمه». ولفت إلى وجود أكثر من 400 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان، مشدداً على رفض توطينهم فيه.
ومساءً، وقّع البابا الإرشاد الرسولي في بازيليك القديس بولس في حريصا، موضحاً أنه «يعبّر عن أعمال يمكن أن نلتزم بها على الأرض وتذكرنا بقدسية رسل المسيح، ويشجع على الحوار الفعلي بين الأديان».
ووزعت «وكالة فرانس برس» ملخصاً للإرشاد الذي يدعو المسيحيين والمسلمين واليهود إلى «استئصال الأصولية الدينية»، معتبراً أن «هذا التهديد يطاول من دون تفرقة وبشكل قاتل المؤمنين من كل الأديان». وشدد على أن «مسيحييي الشرق الأوسط لديهم الحق والواجب في المشاركة الكاملة في الحياة المدنية، ويجب ألا يعاملوا كمواطنين من الدرجة الثانية».
وكان البابا قد دعا في حديث للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته من روما إلى بيروت، إلى «وقف إرسال الأسلحة إلى سوريا؛ لأنه من دون إرسال الأسلحة لا يمكن الحرب أن تستمر». ودعا إلى الحوار لحل القضية.
وإذ رأى أن «الانتفاضات في العالم العربي التي أدت إلى إطاحة أنظمة ديكتاتورية في تونس ومصر واليمن، إيجابية»، رأى أن «الكرامة العربية المتجددة تعني تجديد مفهوم العيش معاً وتسامح الغالبية والأقلية. والحرية يجب أن تتواكب مع حوار أشمل، لا هيمنة طرف على الأخر».
وفيما حضر بطاركة الكنائس المسيحية في سوريا إلى لبنان لمقابلة البابا، وجه مطارنة حلب نداءً إلى البابا يطالبونه فيه «بحثّ المجتمع الدولي على وجه السرعة لإيجاد حل سلمي ينهي الصراع الذي دمر البلاد وخلف البؤس والخراب في كل مكان».
القرضاوي: الإرشاد الرسولي خطير
في المقابل، وجه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي المقرب من حركة الإخوان المسلمين والمقيم في قطر بياناً شديد اللهجة إلى البابا، مطالباً إياه بالاعتذار للمسلمين «عمّا قاله في محاضرته (في ألمانيا) وفي الإرشاد الرسولي، وعمّا حدث من المجازر على أيدي الصليبيين في الأندلس كما اعتذر لليهود».
واتهم البيان البابا بـ«إشعال نار الفتنة بين شركاء الوطن». وقبل نشر الإرشاد الرسولي الذي وقّعه البابا أمس، رأى بيان الاتحاد أن هذا الإرشاد الرسولي «يتضمن مجموعة من الرسائل والأفكار الخطيرة، منها الدعوة الواضحة إلى تنصير العالم والتحذير من أسلمة المجتمع وتخويف المسيحيين من الإسلام السياسي في المنطقة».
وساطة قبلان مع قباني لم تنجح
على صعيد آخر، لفت أمس غياب مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني عن استقبال البابا في المطار، أو إرسال من يمثله. وعلمت «الأخبار» أن تغيّب قباني سببه رفضه توجه رؤساء الطوائف نحو البابا ومصافحته وهو جالس في مكانه. وتدخل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان لدى قباني من أجل العدول عن موقفه، لكن الأخير أصر على هذا الموقف.
وأشار قباني، في حديث تلفزيوني، إلى «أننا سررنا لزيارة البابا بنديكتوس السادس عشر للبنان، وهو رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم والكنائس التي تختلف داخلها تحترمه وتجعل له مكاناً»، معتبرا أنها «فرصة للخطاب الإسلامي والمسيحي المشترك». ورأى أن نشر الفيلم المسيء للنبي محمد مع زيارة البابا ليس صدفة، لافتاً إلى أن اليهود هم وراء الفيلم لضرب العلاقات الإسلامية ــ المسيحية.
15 تعليق
التعليقات
-
إعادة إرسالبسم الله الرحمن الرحيم أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم كل من ينادي باحترام الآخر وينادي بحرية التعبير، عليه احترام موفق الشيح محمد رشيد قباني.فهو موقف يستحق المديح والثناء عليه.فلا يجوز إجباره على إظهار الموافقة على الإفتراءات بحق الإسلام والمسلمين والمواقف العدائية من جانب ما يسمى البابا وغيره.فمن غير الجائز الإتيان بما يؤدي إلى العنف، مثل التشجيع والرضى والسكوت على أسبابه وموجباته. ثمة مواقف كثيرة لما يسمى البابا أورثت وساهمت ببحصول بعض أو كل الإساءات للنبي محمد والنبي عيسى عليهما السلام وشجعت على ارتكاب فعلها.وفي نفس الوقت الذي يجب فيه رفض وشجب الردود الغوغائية عليها، فلا يسع المرء إلا أن يتفادى النشجيع والرضى والسكوت على ما يساهم في حدوثها وارتكابها.فما يسمى البابا هو من أشد المعادين للمؤمنين، ويكفي أنه يناصر الصهاينة القتلة المجرمين المفسدين في الأرض ويوفر لهم كل أشكال التغطية المعنوية والروحية، وبروح شريرة لئيمة حاقدة خبيثة. وكون الدين الإسلامي، بما هو دين هداية ورحمة، يحرم التشجيع على مقدمات الضلال والخراب والهلاك، فإن من دواعي الرحمة تفاد الترحيب والإحترام بكل من يأتي بما ينافيها ويؤدي إلى إبعاده عن خط وصراط الحق والهدى وحرمانه من الرحمة.ومن الطبيعي أنه يوجد من يريد الإنتقام والإضرار بمن يأتي بالأفعال والمواقف المهينة والمسيئة، والتي قد يشكل إنكارها سبيلا إلى الإنتهاء عنها وترك الإصرار عليها. عن النبي محمد صلى الله عليه وآله(لا يؤمن عبد حتى يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير). أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
-
رأي حرلنعمل مقارنة بسيطة اليونان دولة من دول الآحاد الاوروبي ودولة مسيحية بامتياز ، لكن عندما قرر البابا الأسبق زيارتها لم يكن هناك امتعاض من رجال الدين فحسب بل خرجت مظاهرات منددة بالزيارة !!!!!! فلم يقم اي خلاف بين الدولة اليونانية والڤاتكان ولم تقطع العلاقات . فيا صديقي لا تشعر بالانزعاج لان المفتي لم يحضر لكللٍ رأيه فلا تنتقي الديمقراطية وحرية التعبير بمكيالين .
-
الهدف واحدالهدف من جميع الرسل من آدم وحتى الخاتم وحدة الهدف وهو نشر العدالة والمساواة بين جميع البشر الا من شذ عن الهدف والمحور ، ويجب على البابا وبصفته له مكانه كبيرة وزيارته للبنان واستفباله نخبة من المسلمين سنة وشيعة ، فعليه ان يعلن براءته وموففه من الفيلم المسيء لسيد البشرية، وكما ذكرنا وحدة الهدف لدى الرسول الاعظيم وسيدنا عيسى بن مريم ، وهي التكملة الصحيحة للانسانية جمعاء ، واما ان الشيخ يوسف الفرضاوي استنكر هذا اصلا يمثل نفسه ففط والا لماذا لم يجتمع مع رجال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهو اعتبر نفسه انفرديا في الاستنكار ، ونامل ان تكون الشراكة بين المسيحيين في ارساء العداله والاستفرار بالعالم ونبذ العنف والطائفية البغيضة كما كانت رسالة الانبياء عليهم سلام الله جميعا
-
رفض اتوطنان يعلن قداسة البابا رفض توطين الفلسطينيين في لبنان .يعني انه يرفض توطينهم في اية دولة ويحفظ لهم حق العودة .ان القبول بتوطين اي شعب هجر من بلاده. يعني عدم الاعتراف له بدولته وبالعودة اليها .فطالما حصل التهجير ومن سنين طويلة وفقد الشعب وطنه, على اي شعب مضيف ان يرفض ابقاء المهجر خارج بلاده .وليس بالضرورة عندما نرفض التوطين ان نطالب بحق العودة .وتوطين الشعب الفلسطيني في البلدان التي استضافته, يكون خدمة للعدو الذي يرفض عودتهم .وليس معاداة لهذا الشعب اطلاقاً. والشعب الفلسطيني هو من يرفض البقاء حيث هو .بل يريد العودة ,وتفسير الصديق المجهول لكلام قداسة البابا ناتج عن تعصب لا اكثر ولا اقل ,وليس حباً بهذا الشعب ولا احتراماً لمن يطالبون بالعودة.
-
الاسلام والمسيحيهفي القرون الوسطي كانت المسيحيه هي التي تسيس الدوله لدرجه ان البابوات كانوا يبيعون صكوك الغفران بدليل تسييس الدين المسيحي وتحكمه بالدوله السياسيه وكان الناس من الجهل بحيث انهم صدقوا ذلك بدليل انهم كانوا يشترون مثل تلك الصكوك والاسلام الان يمتطيه المتأسلمون الذين يسيسون امور الدول الاسلاميه كما كانت في العصور الوسطى ... الفتاوى مما هب ودب والتكفير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بابشع صوره... الدين انما هو لتنقية السريره والوجدان لتفعيل اعمال الخير واجتناب ماهو شر وغلط البابا في الفاتيكان والقرضاوي في الدوحه وقباني في بيروت والشاطر ومحمد بديع في مصر والظواهري في كابول وشيوخ السعوديه يجب ان يوضعوا جميعا في قفص واحد في احدى المتاحف لنتعلم كم من الجهل والفقر الفكري ادى بنا لنكون في اسفل قائمة الشعوب والامم
-
رفض التوطين لا يكفيتكلم الباب عن رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، لكن رفض التوطين له أسباب عديدة، منها عنصرية ومعادية للشعب الفلسطيني, كان يجب عليه لرفع الإلتباس أن ينكلم عن رفض التوطين ورفض التهجير والمطالبة بحق العودة الى فلسطين. هذا هو الحق والعدل.
-
لماذا نبعد لغة العقلاللبنانيون لم يتعودوا الحياة متعاونين متحالفين متكاتفين ولن يستطيعوا فعل ذالك .لانهم بمسؤوليهم وبقلة من رجال دينهم لا ينكفؤون عن التفكير الا بمصالحهم وببعض المواقف التي تتاًثر بالشارع .ولم يتعلم كل هؤلاء التفكير في مصلحة الوطن والمواطن معاً. بالامس القريب كان لسماحة المفتي قباني مواقف تدعو الى المحبة والالفة واحترا م الاخر .واليوم وبكل صراحة وبمحبة واحترام اساًل سماحته وانا المواطن اللبناني العادي الذي يحترم كل الطوائف وليس عندي مشكلة مع كل الممارسات والشعائر الدينية طالما انها لا تمس حريتي ومعتقدي . كما واني لا اقول كلاماً يجرح مشاعر الاخرين .وانا اساًل سماحته لم يرد الذهاب الى المطار للسلام على قداسة البابا وهو له كامل الحرية في اتخاذ هذا الموقف . ولكن سؤالي هو التالي .هل كان من المفروض على سماحته انتقاد الذين سلموا لى البابا والادلاء بهذا التصريح لكسب الراًي السني المعارض لهذه الزيارة ؟لماذا خلق متل هذه الامور التي توتر الاجواء وتخلق التباعد بين الناس .الم يكن باستطاعة سماحته اتخاذ الموقف الذي يناسبه دون توجيه النقد لسواه . انا ابشركم ياشعب بلدي رغم عدم تعصبي وانفتاحي على الغير ان المستقبل لا يبشر بعيش كريم مشترك وكل الاعتذار على هذه الحقيقة الجارحة.
-
استغلال الفوضىكلمة الكنيسه في اوروبا ضعيفه سياسيا.ربما يصغي اليها الانسان العادي الذي ليس لصوته صدى. گلمة قداسةالبابا تظهر في الصحف اليوميه دون تعليق، السياسه الاوروبيه الاستراتيجيه تحاك في بروكسل وخلف كواليس اخرى، يقولون للبابا نعم ويتصرفون عكسيا، محتجين بمسؤؤليتهم العالميه وحماية مصالحهم. لا للقرضاوي اسم ولا صوره في اوروبا فهم يعلمون انه رمز من رموز الانحطاط في العالم العربي ويسعدون داخليا لهذه المظاهر. وفي خضم الفوضى الانيه في المجتمعات العربيه يدعم الاوروبيون قوى رجعيه كالاخوان في سوريه ولبنان و تركيا لتسعير الفوضى ويحاربوهم بنفس الوقت في هذه البلدان، حيث يعتبرون هذه الجماعات متطرفه في مجتمع تعم فيه الديمقراطيه على مستوى تفكيرهم. ابسط مثال هو رجب اردوغان. فهم يحتقرونه هنا خاصة في المانيا وفرنسا، ويساعدونه ضد سوريه. بمعنى آخريه سياسه استعماريه كما عهدناها.
-
منذ الفي سنة قال المسيح :منذ الفي سنة قال المسيح : بيتي بيت الصلاة يدعى فجعلتموه مأوى للتجار و اللصوص و الاسلام دين الرحمة اصبح مع الفكر الاصولي رمزا للارهاب و القتل
-
نحن امه لاتفرق بين احد من رسل الله ولا نسئ اليهممن اصول الديمقراطيه التى تؤمنون بها وتتشدقون بها فى ارجاء العالم ان للاغلبيه وارجوا ان تتمعنوا بهذه الكلمه التى تتجملون بها للاغلبيه الحق فى اعتناق ما تجتمع عليه هذه الاغلبيه من حرية الاعتقاد واتخاذ القرارات الصالحه لهم مالم تسئ الى اخريين ولكن الهيمنه سوف تكون للحق الذى نزل عبر الاديان واتت به الرسل المكرميين دون خجل او اخفاء ما نزل به الحق سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات فلم ولن يكون للمسلمين عبر التاريخ منذ بدات الخليقه من التلميح او الاشاره او الهمس فى احتقار اى دين من الاديان السماويه التى جاءت عبر الرسل المكرميين من عند الله سبحانه فنحن امه لاتفرق بين اى احد من الرسل مهما كان الخلاف ولكن مايحدث الان من تهجم وتهكم من بعض المتطرفين على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ما هو الا عباره عن حقد لسرعة انتشار هذا الدين الحنيف وافلاس فكرى من ادحاض الحجه بالحجه والدليل بالدليل فالخوف لاياتى الا من ليست لديه القدره على اقناع الاخر بما لديه من حجج وليس بالصراخ وبالاساءه (يريدون لن يطفئوا نور الله بافواههم ويابى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون )( سالقى فى قلوب الذين كفروا الرعب )( ذلك بانهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فان الله شديد العقاب)
-
وعلمت «الأخبار» أن تغيّبوعلمت «الأخبار» أن تغيّب قباني سببه رفضه توجه رؤساء الطوائف نحو البابا ومصافحته وهو جالس في مكانه!!! يعني إبن عبد العزيز بيوقفلو لمحمد رشيد؟؟!!!!