إذا كانت فكرة إنشاء شبكة حلفاء من «الشيعة المستقلين» لمواجهة حزب الله حديثة في واشنطن، فإن بعض السياسيين الشيعة لهم «أقدمية» في الحجّ إلى عوكر. نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، دريد ياغي، مثلاً، اكتسب ثقة السفراء الأميركيين نظراً إلى أقدميته في التواصل معهم وتفانيه. ميزة ياغي أنه «مصدر موثوق من البقاع الشمالي الذي يصعب اختراقه»، بحسب وثائق السفارة. ياغي انضمّ إلى قائمة «الشيعة المستقلين»، وتبنّى مشروعهم حتى قبل عام ٢٠٠٦، وتكفّل برصد تحرّكات حزب الله وإرشاد الأميركيين إلى «قواعده الصاروخية» في البقاع.
سياسي شيعي آخر أدرج بين «الشيعة المستقلين»، وأبدى استعداداً في عوكر كما في واشنطن لخدمة المشروع الأميركي، هو أحمد الأسعد. مقابل ماذا؟ مقعد نيابي، ومال، وإطلالة تلفزيونية مع مارسيل غانم! أما شيخ هذا الجزء من «شيعة السفارة» فهو مستشار للسيّد علي الأمين. اسمه معروف رحّال، وهو طمأن ميشيل سيسون منذ اللقاء الأول إلى أنه و«أتباع الأمين» «يفضّلون الأميركيين على الإيرانيين»، قبل أن يطلب منها إعطاءه (والأمين) «الحق الحصري» في توزيع المساعدات والهبات الأميركية على أهل الجنوب