ويكيليكس | للسيّد علي الأمين، مفتي صور السابق، مستشارون. أحدهم كانت مهمته منذ عام ٢٠٠٨ أن يسوّق آراء الأمين ويطالب السفارة بما يترفّع السيّد أن يطلبه مباشرة: المزيد من المال. اسمه الشيخ معروف رحّال، ينوب عن الأمين في بعض اجتماعات السفارة وفي بعض رحلات الحج إلى واشنطن. أخذه الناشط الغالي على قلب الأميركيين لقمان سليم، بيده إلى مكتب ميشيل سيسون وعرّفه بها شخصياً في يوم ربيعي من عام ٢٠٠٨ (08BEIRUT560). رحّال، وخلال جلسته الأولى مع القائمة بالأعمال، نطق بأمرين: رؤى السيّد الأمين والحاجة إلى تمويل عدد من المشاريع المحصورة، للصدفة، بينه وبين السيّد الأمين.

الشيخ رحّال كان حاسماً منذ البداية: «ليس كل الشيعة حزب الله». وأضاف لسيسون: «السيّد الأمين يقول دائماً إن الشيعة يقفون أمام خيارين: إما الاصطفاف مع الإيرانيين أو مع الأميركيين». ثم سارع إلى الحسم بأنّ «إيران تدمّر البلدان لتحقيق مصالحها الشخصية وأجنداتها فقط. لذا، فالشيعة المستقلون في هذه الحالة سيكونون في صف الأميركيين». وبعد مغازلة الأميركيين وتوضيح المواقف والنيّات، انتقل رحّال إلى الهدف الأساسي من الزيارة، أي المال والأعمال. الشيخ شرح لسيسون أن «الأميركيين مشكورون على دعمهم للجنوب، لكن توكيل بعض الجمعيات الأهلية لتوزيع مساعداتهم يعود بالمنفعة على حزب الله، لذا يجب أن تمرّ المساعدات عبر الشيعة المستقلّين فقط». ولمزيد من الدقّة، ذكر الشيخ رحّال فوراً اسم إحدى الجمعيات «الشيعية المستقلة»، وهي ليست إلا الحوزة التي يديرها السيّد علي الأمين، والتي يعلّم فيها رحّال، وقال عنها «إنها الشريك المناسب للتمويل؛ إذ إنها تجذب الجيل الجديد من الشيوخ الشيعة المعتدلين وتعطيهم الأدوات اللازمة لدحض الأيديولوجيات الإسلامية المتطرفة».