من دون مقدّمات، دهمت قوة من الجيش اللبناني مساء الأحد منازل قديمة في منطقة الجعيتاوي يقطنها عمالٌ سوريون ومصريون وسودانيون، وانهالت على القاطنين بالضرب المبرح. ما السبب؟ ماذا فعلنا؟ لم يسمع المضروبون جواباً غير الهراوات وأسلاك الكهرباء المعدّة للضرب. ويروي المدير الإقليمي لـ«هيومن رايتس ووتش» في لبنان نديم حوري لـ«الأخبار» أن أهالي منطقة الجعيتاوي لاحظوا انتشاراً كبيراً لعناصر من الجيش عند الساعة الثامنة والنصف من مساء الأحد الفائت، لتقوم بعدها العناصر بمداهمة عدد من الأبنية القديمة في أكثر من بقعة في الحيّ وتتعرّض لقاطنيها من العمّال السوريين والمصريين والسودانيين. وعلى ما يقول حوري، الذي استطاع مقابلة أكثر من 25 عاملاً يحملون الجنسية السورية، إن الجيش لم يسأل أحدا منهم عن إقاماتهم، بل اكتفى بضربهم وتجميعهم في إحدى الغرف وممارسة أعمال عنف بحقّهم لأكثر من أربع ساعات، وبعض هؤلاء العمال يقطن المنطقة منذ العام 1996. وأشارت مصادر لـ«الأخبار» إلى أن الجيش تعرّض لاكثر من 70 عاملاً بالضرب. ولم يبلّغ عن اعتقاله أحداً من العمال السوريين. وتردّد أنه أوقف 7 سودانيين دخلوا البلاد بصورة غير شرعية، أو أنهم لا يحملون إقامات. في المقابل، اشتكى عدد من اهالي المنطقة من تعرض سيدات للتحرش جنسياً على يد شبان لهجتهم سورية، قائلين إن عملية الدهم التي نفذها الجيش مرتبطة بهذا الأمر.