كشفت دراسة معمّقة لاحتياجات السوق في منطقة صيدا أن الأفضلية للعمل هي للمرافِقة المنزلية، السكريتاريا العيادية والخياطة الصناعية. هذه الدراسة الميدانية التي نفذت تحت عنوان «طرق مبتكرة للدخول إلى سوق العمل»، قيّمت الطلب على اليد العاملة من خلال 47 مؤسسة في صيدا، في مقابل استطلاع رأي مع 78 سيدة لبنانية وفلسطينية وعراقية، يقمن في صيدا. وقد أظهرت أن 23% من النساء يعملن في قطاع الخدمات والبيع، فيما يعمل 12% منهن في قطاع الإدارة و12% أيضاً في وظائف بسيطة. وبيّنت الدراسة أن أكبر عدد من العاملات هن في القطاع الصحي. وفي قطاع الجمعيات والمؤسسات غير الحكومية هناك 36%. لكنها لاحظت أن نسبة ضئيلة من العاملات هنّ من الفلسطينيات، رغم أن صيدا تضمّ أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، مخيم عين الحلوة، الذي يقطنه أكثر من مئة ألف لاجئ، إضافة إلى مخيم المية ومية، فضلاً عن مئات الفلسطينيين المتغلغلين داخل المدينة. ولدى استبيان السبب، صرح 30% من أصحاب المؤسسات بأن الجنسية اللبنانية تشكل عاملاً مهماً عند اتخاذ قرار التوظيف، في مقابل 56% لم يعيروها أهمية. هذا بالنسبة إلى المؤسسات، أما طالبات العمل فقد نقلت الدراسة عنهن أن دوافعهن للبحث عن فرصة تؤمن لهنّ سبل العيش هي الاستقلالية والارتقاء الاجتماعي. ولفتن إلى أن الواسطة والتمييز بسبب الجنس أو الجنسية أو الانتماء السياسي أو الحجاب واعتراض الأهل والزوج وضعف المهارات، عوامل تمنعهن من التوظيف. الدراسة أوصت بالتركيز على توفير التدريب على مهارات شاملة وتشجيع استكشاف مجالات جديدة للدراسة والعمل وتقديم المشورة المهنية للباحثات عن العمل والتركيز على مجالات الصحة والتعليم وتوفير دورات تدريب على الرعاية الطبية المنزلية والسكريتاريا الطبية والمحاسبة الممكننة والتأمين والكمبيوتر وريادة الأعمال.
هذه الدراسة عرضت بمناسبة افتتاح مركز «الموارد» النسائي في الهلالية، في ضواحي المدينة، من قبل تجمّع المؤسسات الأهلية في صيدا ومنتدى النساء الفلسطينيات، الذي يشرف عليه المجلس الدانماركي للاجئين، وتموّله الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون. ويفترض أن يوفّر، بحسب منسقة مشروع «تمكين النساء الأكثر عرضة في لبنان» زينب حسين، خدمات متكاملة لمن يطرقن باب المركز. ويكتمل الدعم في مرحلة أولى بالتدريب المهني، على أن يتواصل في المرحلة الثانية بمساعدة المتدرّبات على إيجاد فرص عمل، إن بالتشبيك بينهن وبين أرباب العمل أو بتعزيز قدراتهن على الفوز بالوظائف المعروضة. ومن المقرّر أن تستفيد من خدماته في المرحلة الأولى 200 سيدة لبنانية وفلسطينية وسورية وعراقية إلخ.
(الأخبار)