انفجرت بين النائب وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري. فيوم امس، وأثناء مقابلة تلفزيونية لجنبلاط، وجّه له الحريري كلاماً قاسياً، على خلفية قول جنبلاط أن الحريري اعتبر اللواء وسام الحسن شهيد السنة، معتبراً أنه يجب اعتباره شهيد الدولة. ورد الحريري على جنبلاط عبر «تويتر» قائلا: «هذا كذب ومن قالها هو حليفه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وسام الحسن شهيد لبنان». وقال: «الاستقرار بمفهوم جنبلاط أن يبقى ضمن التحالف السوري ـــ الإيراني فمبروك عليه». واعتبر أن «شركاء جنبلاط في الحكومة هم من حرضوا عليه، وخونوه كما خونوا رفيق (الحريري) ولن أسكت بعد اليوم لأحد كائناً من كان».
ورد جنبلاط الذي بدا التوتر على وجهه: «ماشي الحال الآن اتضحت الأمور»، وأشار إلى أنه لو كان هناك محاسبة حقيقية لما ظل «جنبلاط والحريري» في موقعيهما.

تصعيد المعارضة

من جهة أخرى، واصلت «قوى 14 آذار» اندفاعتها لاسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. ولهذه الغاية تكثف اللقاءات المعلنة وغير المعلنة بين أركان المعارضة، وكان آخرها لقاء جدة بين الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري المتمسك بهذا الهدف بدعم سعودي، على ما روجت مصادر رفيعة في المعارضة.
وأكدت المصادر أن «14 آذار»، برغم معرفتها أن الموقف الدولي ليس في صفها بخصوص اسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، مصممة على المضي بتحركاتها، بالوسائل «السلمية والحضارية»، ومن خلال مقاطعة كل أعمال اللجان النيابية التي تتم بحضور الوزراء. ولفتت المصادر إلى أن «قوى 14 آذار» ستزخم الحراك في اعتصامَي رياض الصلح وطرابلس.
وأشارت المصادر إلى ان في اللقاء الذي جمع الحريري والسنيورة بحضور النائب نهاد المشنوق والنائب السابق غطاس خوري والوزير السابق محمد شطح ومدير مكتب الحريري نادر الحريري الذين أقلتهم طائرة خاصة إلى جدة، بدا الحرير واضحاً بتصميمه على إسقاط الحكومة.
وأكدت المصادر أن فريق المعارضة سيستمر بالتواصل مع سفراء الدول الغربية والعربية، وهي متيقنة من تغيير مواقف هذه الدول. وهي تستند في يقينها هذا إلى أن المملكة العربية السعودية تريد إسقاط حكومة ميقاتي، وهي ستساعد فريق «14 آذار» على إقناع الدول الغربية والعربية المؤثرة بضرورة استقالة ميقاتي قبل البحث بأي أمر آخر، وبأمر تأليف حكومة «حيادية». وضمن هذا السياق جاء اجتماع السنيورة مع ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي وسفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي فيما غابت عن اللقاء السفيرة الأميركية مورا كونيلي التي مثلها القائم بالاعمال في السفارة.
وتلفت المصادر إلى أن فريق 14» آذار» لا يريد الدخول في «نفق» أسماء رؤساء الحكومة المحتملين لترؤس حكومة محايدة. وقالت: « لا نطلب استقالة ميقاتي لنعود نحن إلى السلطة. نريد حكومة محايدة تدير المرحلة الانتقالية حتى الانتخابات النيابية». وتؤكد المصادر أن ما سيتم التركيز عليه خلال المشاورات التي يجريها فريق 14 آذار مع سفراء الدول العربية والأجنبية المعنية بالشأن اللبناني هو أن استقالة الحكومة لا تعني الفراغ أبداً، إذ إن الحكومة تستمر بتصريف أعمال الناس، وما ستمتنع عنه قبل تأليف حكومة جديدة هو التعيينات والقرارات الأخرى ذات الطابع السياسي، «ونحن مررنا خلال السنتين الماضيتين بفترتين طويلتين من تصريف الأعمال، ولم يقع البلد في أي فراغ أمني أو إداري».
وفي موقف أميركي لافت، أكدت كونيلي من منزل الحريري بعد لقائها نادر الحريري أنه «يجب المحافظة على استمرارية المؤسسات والعمل الحكومي من أجل ضمان الاستقرار والامن والعدل في لبنان».


جنبلاط: لا للفتنة

وفيما يبدو أن اسقاط الحكومة نيابياً متعذراً بسبب رفض جنبلاط هذا الأمر لمنع «الفتنة»، كرر الأخير دعمه تأليف «حكومة وحدة وطنية»، مشدداً على انه «لن يقبل بجر البلد إلى الفراغ».
وقال جنبلاط في مقابلة مع LBCI ضمن برنامج «كلام الناس» إن «الرئيس الحريري طلب مني أن أستقيل وقلت له لن أستقيل ولن أترك الفراغ في البلد». وتمنى على السعودية عدم الإقدام على خطوة ناقصة بإسقاط الحكومة تدخل لبنان في المجهول، مشيراً إلى أن الظروف الحالية غير ما كانت عليه عام 2005.
وأشار جنبلاط إلى ان اللواء الحسن «كان خير أمين على الدولة اللبنانية وكان من الخطأ أن يعطى اغتياله صبغة مذهبية»، واعتبر ان تخريب جنازته في وسط بيروت بما حصل اشعل الشارع. وأوضح أنه خسر باغتيال الحسن «صديقاً وخير رسول ولكن الحريري خسر صمام أمان». ورأى انه «بدل أن تقوم قوى 14 آذار بمهاجمة السراي الحكومي كان عليها أن تعتصم أمام السفارة السورية»، وقال: «لست نادما أنني منعت الفتنة مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي».
ولفت إلى ان «هناك صداقة أتمنى أن تبقى مع الحريري ولكن سياسيا مختلفين على الحكومة وهناك مسيرة بناء الدولة وعليه أن يتفهم أنني لن أقود الفراغ».
عن مصير لقائه مع الملك السعودي عبدالله، قال: «اذا أحب الملك عبد الله أن يستقبلني، فأهلا به وإذا لم يرد ذلك، كان به»، مؤكدا ان «حساباتي ليست سعودية».
ودعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى النأي بنفسه عما يجري في سوريا «إذا كان قادرا»، مؤكداً ان النظام السوري لم يضعف. وأعلن انه لا يمانع التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي «اذا جرى اتفاق على ذلك». وأكد جنبلاط انه متمسك بنواب الجبهة الحاليين فقط.
حزب الله: جعجع يصب الزيت على نار الفتنة
على صعيد آخر، أدان «حزب الله»، تصريحات رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع التي اتهم فيها الحزب بتنفيذ عملية اغتيال اللواء وسام الحسن. ورأى الحزب في هذه التصريحات «محاولة تحريضية مكشوفة لصب الزيت على نار الفتنة المذهبية ورفع منسوب التوتر في البلاد، الأمر الذي يرفضه أي عاقل ووطني ولا يرضى به إلا من ارتضى أن يقدم خدمة مجانية للعدو الإسرائيلي ومخططاته الإجرامية». من جهته، التقى النائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي أمس وفدأ من «الآف بي آي» الذي سيساعد في التحقيق في اغتيال الحسن.

موقوفان من «القاعدة»

من جهة أخرى، أوقفت شعبة المعلومات المواطن خضر م. بتهمة الاشتباه به بقتل المواطن علي طافش في كترمايا يوم الأحد الماضي، وتمت مصادرة مسدس حربي من الفان الذي يملكه.
قضائياً، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على موقوفين من الجنسية الماليزية ينتميان الى تنظيم القاعدة في جرم انشاء تنظيم مسلح بهدف القيام باعمال ارهابية وأحالهما الى قاضي التحقيق العسكري الأول.