ستة أيام مضت على اعتصام اللاجئين الفلسطينيين ــ السوريين أمام مقرّ «الأونروا» في بيروت، بصمت. نصب اللاجئون خيماً أمام الباب الرئيسي للمقرّ، أرادوها رمزاً لتحرّكهم، لكنها سرعان ما تحوّلت إلى ملجأ فعلي، يؤوي بعض عائلات اللاجئين. الكثير من هؤلاء فقدوا الغرفة التي كانوا قد استأجروها لحظة وصولهم إلى لبنان لأنه ما عاد باستطاعتهم تأمين الإيجار، وغيرهم ينتظرون طردهم من المنازل التي استأجروها في مخيم شاتيلا الأسبوع المقبل، بعد الإنذارات التي تلقّوها، بسبب عدم قدرتهم على دفع الإيجارات. منذ اليوم الأول قدّم المعتصمون ورقة بمطالبهم إلى «الأونروا»، طلبوا فيها بدل إيجار أو إيواء، معونة شهريّة وحصّة غذائيّة تكفي العائلة شهراً كاملاً إضافة إلى تحمّل «الأنروا» فاتورة استشفائهم كاملة، بدل الـ50% التي تدفعها الآن. بعد ستة أيام من الاعتصام، فتحت أمس المديرة العامة للمنظمة آن ديسمور الأبواب للمعتصمين لأول مرّة للنقاش. وعدت أن تدفع المنظّمة في شهر نيسان مبلغ 130$، أو ما يزيد عليه قليلاً، لكل عائلة، إضافة إلى 20$ لكل فرد في العائلة كبدل لباس أو طعام. الوعود لا تبدو مرضية جداً للمعتصمين، إذ إنّهم يؤكدون أنهم يريدون معونة دائمة. يقول مازن حزينه، الذي مضى على وجوده وعائلته في لبنان 7 أشهر، إنّ الدفعة الأولى التي تلقوها من الأونروا كانت عبارة عن 60$ للعائلة و25$ على شكل قسائم طعام، اضطر كثيرون منهم إلى بيعها من أجل إضافة المبلغ الصغير إلى إيجار المنزل.
ويضيف حزينه «إنّ اللاجئ الفلسطيني ــ السوري همّه كبير جداً بما أنّ الإقامة التي تعطى له مؤقتة وبالتالي فإنه ممنوع من العمل، ومدّخرات العمر التي استطاع بعضهم إخراجها من سوريا نفدت أو شارفت على الانتهاء، ولم يبق له سوى طريق «الأونروا»».
اليوم يهدّد المعتصمون بالتصعيد عبر انتقالهم لإقفال بابي المنظّمة، الرئيسي كما الخلفي لمقرّ «الأونروا». كل هذا ويقول المعتصمون إنّ الفصائل الفلسطينيّة لم تبادر إلى تقديم أي نوع من المساعدة فعلياً بعد. فأقصى ما تلقّوه من البعض على حدّ قولهم هو الدعم المعنوي بينما كان غياب البعض الآخر عنهم كاملاً.



على فكرة

قلّة هم الفلسطينيّون ــ اللبنانيون الذين يشاركون الفلسطينيين ــ السوريين اعتصامهم أمام باب «الأونروا» الرئيسي. مسؤول اللجان الشعبية الفلسطينية في بيروت أحمد مصطفى يستغرب أمام المعتصمين أداء المديرة العامة «للأونروا» الجديدة، آن ديسمور. يقول إنّ المدير السابق كان يفتح أبوابه لسماع المطالب، ويضيف المعتصمون نّهم يعتمدون في اعتصامهم هذا على فاعلي الخير من المارّة ليأكلوا أو لنقل أطفالهم الذين أصيبوا بأمراض إلى المستشفيات، جرّاء بقائهم ومبيتهم في الشارع.