حالما غيّب الموت الممثل والمخرج المسرحي نضال سيجري، اشتعلت ثورة رثاء حقيقيّة على صفحات التواصل الاجتماعي. تسابق الجميع إلى نشر صورهم مع الراحل ورثائه، بدءاً من «شيخ المخرجين» هيثم حقي مروراً بكل زملائه الفنانين وصولاً إلى جمهوره ومعجبيه وطلاّبه.
المخرج السوري سيف الدين السبيعي منعه الحزن من الكلام، فاعتذر عن عدم الحديث في اتصال هاتفي مع «الأخبار» وكتب لنا عبر البريد الإلكتروني: «نضال.. كيف استطعت تركي وحيداً؟ ما زال أمامنا الكثير لنفعله يا صديقي العتيق، أعرف أنك لم تعد تحتمل وأنا أيضاً. فلترقد روحك بسلام، فأهل السماء باتوا بحاجتك أكثر من أهل الأرض. سلام يا صديقي العتيق». كذلك كانت حال النجم باسم ياخور الذي منعته دموعه عن إكمال الحديث، واكتفى في اتصاله مع «الأخبار» بجملة واحدة قال فيها: «ننقص يوماً بعد آخر من دون أن نتمكّن من وداع بعضنا أو حتى إلقاء النظرة الأخيرة، ونحن مَن عشنا كل أعمارنا معاً. حياتنا صارت في منتهى التفاهة». على ضفة أخرى، تضاعفت الصدمة لدى أصدقاء الفنان الراحل، بعدما ودّعوا أول من أمس الشاعر والطبيب السوري إياد شاهين الذي توفي في منزله نتيجة أزمة قلبية، فوصلهم ظهيرة أمس خبر رحيل سيجري. الإعلامي السوري عقبة الناعم كتب على صفحته على الفايسبوك «اليوم نضال سيجري. البارحة
إياد شاهين، ماذا لديك أيضاً أيّها القدر؟ ألم تتعب بعد؟». حسرة مشابهة، عاشها الكاتب والطبيب السوري تيسير حسون الذي اختزل حزنه بعبارة واحدة على صفحته الشخصية على الفايسبوك قال فيها: «كان حرياً بالموت أن ينتظر قليلاً كي يتاح لنا الحداد على إياد. وداعاً نضال!» بينما فاحت رائحة الحقد عندما تسلّل السيناريست حكم البابا لينعق بتعليق حاقد قال فيه: «للأسف: كان عليك ألاّ تموت يا نضال سيجري وأنت في جهة القاتل». طبعاً لم يتسن للمحرّض على الفتنة قراءة آخر ما كتبه نضال سيجري على صفحته الشخصية عندما قال: «وطني مجروح وأنا أنزف. خانتني حنجرتي فاقتلعتها. أرجوكم لا تخونوا وطنكم». كان الحزن يخيّم على الصفحات السورية، حتى المقلّون في الظهور الافتراضي، حضروا لينعوا مَن احترف صناعة الفرح في حياته. هكذا أطلّ الموسيقي السوري الشاب منذر كبة من المهجر ليودّع صديقه عبر صفحته الشخصية فكتب: «نضال أيها الفارس الدونكيشوتي ترجلت عن صهوة الحياة بعد معركة ضد الظلم والقهر والحزن، فقاتلتهم بالحب والحلم والسخرية». أما الإعلامية زينة يازجي، فقد غردت على حسابها على تويتر: «نضال لا عزاء يكفينا برحيلك ولا بكاء. كنت أملاً وستبقى. يا خسارة سوريا اليتيمة والحزينة والغريبة».