صدمة مجبولة بالإنكار. هكذا، تلقّى الناشطون على شبكات التواصل الإجتماعي ما تمخّض عن اجتماع الجمعية العمومية للمجلس التنفيذي التسعين لـ«اتحاد إذاعات الدول العربية» بتقديم «المنار» اعتذارها الى مملكة البحرين عن تغطيتها للحراك الشعبي وتعهدها باعتماد «الموضوعية والمعايير المهنية»، مع إجراء «تقييم دوري لسياستها التحريرية لتتناسب مع المواثيق والمعاهدات الدولية والمهنية المعتمدة». هذه الجمل كانت كفيلة بإشعال موجة غضب عارم في أوساط روّاد مواقع التواصل الاجتماعي وسط انقسام واضح بين متشفٍّ وحائر يسأل: «ماذا يحدث؟»، قبل أن يصدر حزب الله ليلاً أكد فيه ان «الموقف الذي اتخذه الوفد الممثل لإدارة المجموعة اللبنانية للإعلام كان تقديراً خاصاً منه، لم تتم مراجعة قيادة حزب الله فيه».
«هاشتاغ» واحد لفّ موقع تويتر «# قناة_المنار_ تعتذر_للبحرين» كان كفيلاً بإظهار التغريدات التي شابتها الدهشة والتضعضع جراء ما نتج عن الإجتماع «التاريخي» في العاصمة التونسية. كان الإنكار سيد الموقف في أوساط الناشطين المؤيدين للثورة البحرينية. هكذا، علا لوغو «المنار» مواقع التواصل الإجتماعي مذيلاً بعبارة: «مَن يصدِّق مثل هذا الإعتذار؟». تبعته سلسلة من التغريدات والتعليقات التي صبت في هذه الخانة: غرّد أحدهم: «أخبار المنار أمس لم تكن تشي بذلك»، ليتساءل آخر: «ماذا يعني الإعتذار؟ هل هو اعتراف بأنها لم تكن مهنية وحيادية؟ ما الذي يعنيه هذا الموضوع؟». وانتشرت تغريدات أخرى راوحت بين الإدعاء بالإتصال بالقناة ونفيها حصول هذا الاعتذار. فيما برر آخر ما فعلته قناة المقاومة بأنّها أُجبرت على ذلك «من أجل البقاء وليس حباً بالنظام البحريني»!.
هذه المكابرة قابلتها موجة أخرى من التشفي. نجم «التحريض» على قناة «الجزيرة» فيصل القاسم غرّد على حسابه قائلاً «حزب الله يتقرب من الدول العربية بشكل لافت، حتى أنه اعتذر من البحرين بسبب تغطيته المنحازة لأوضاعها. ما الذي يجري؟». فيما تساءلت «العربية»: «ما الجدوى من اعتذار المنار التابعة لحزب الله من البحرين؟». وترافقت هذه التغريدات مع سيل من التغريدات الأخرى التي حملت عبارات نابية لـ«حزب الله» وللقناة، أغلبها أتت من مغردين خليجيين، لتحسم هذا الموضوع احدى الناشطات بالقول: «اعتذرت المنار أم لم تعتذر، هذا لا يغيّر شيئاً في كون النظام مستبداً قمعياً (...) النظام البحريني ما زال متّهماً بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بحق شعبه المتظاهر سلمياً، وما زال 3000 معتقل في السجون وآلاف المطرودين من عملهم بسبب انتمائهم المذهبي، ولا يزال نبيل رجب وزينب خواجة وسواهما من معتقلي الرأي في السجون يتعرّضون للتعذيب».
وعقب صدور بيان الحزب ليلاً، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة تأييد عارمة بعدما «ظهر الحق»، وكتب أحدهم: «سيبقى: الموقف سلاحاً والمصافحة اعترافاً. انه حزب الله».

يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab