إذا كان التعاقد في التعليم «بدعة» والمتعاقدون طارئين ووجودهم ليس أكثر من تنفيعات كما راحت تردد، أخيراً، القوى السياسية نفسها التي «وظفتهم»، فذلك لن يلغي حقيقة واقعة أن هناك 13 ألف متعاقد في التعليم الأساسي الرسمي ينتظرون حلاً عادلاً. برأي لجنة المتعاقدين، ليس الحل بمباراة مفتوحة أو حتى مباراة محصورة، بل بدورات تدريبية تليها امتحانات تقرر التثبيت في الملاك.
وفي الانتظار، سألت اللجنة عن مصير قرار رفع أجر الساعة، لا سيما بعدما أُودعت وزارة المال دراسة بالكلفة الإجمالية للزيادة الخاصة بالمتعاقدين في التعليم الثانوي والأساسي والمهني، وتبلغ 50 مليار ليرة لبنانية. القرار لا يزال عالقاً في مديرية الصرفيات وينتظر توقيع وزير المال علي حسن خليل بعد تأمين الاعتمادات.
المطلبان حملتهما اللجنة أمس إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري وإلى وزير التربية الياس بو صعب، بعد اعتصام نفذه المتعاقدون في باحة الوزارة، ليسيروا بعدها باتجاه عين التينة.
قرار زيادة أجر الساعة عالق في مديرية الصرفيات في وزارة المال

أحمد المصري، معلم العلوم في مدرسة الطريق الجديدة الرسمية المختلطة، يرفض «ما بات يردده المسؤولون أننا حشو وزيادة عدد». يبدو مقتنعاً بأنّ التعليم الرسمي «يقوم على أكتافنا نحن المتعاقدين الشباب المجازين، فيما نقبض مرة كل 6 أشهر، لتذهب مستحقاتنا كلها لتسديد الديون». لماذا لا توافقون على المباراة؟ يجيب: «ليس لدينا ثقة بالنظام السياسي وبالمباراة التي يجريها مجلس الخدمة المدنية، فالتجربة الأخيرة أظهرت أن هناك خللاً في الأسئلة والنتائج». بعض المتعاقدين كما يشرح رئيس اللجنة فادي عبيد أمضوا نحو 20 عاماً من دون بدلات عادلة أو تقديمات صحية واجتماعية، وهم محرومون من الإجازات المرضية والسنوية وحتى من يوم راحة في عيد المعلم. ويقول إنّهم يقبلون بقبض فتات مستحقاتهم على دفعات متقطعة خلال السنة من دون أن تلحقهم زيادات غلاء المعيشة. رابطة التعليم الأساسي الرسمي تقف إلى جانب المتعاقدين في هذه المرحلة، يقول مسؤول الدراسات في الرابطة عدنان برجي. ويؤكد للمعتصمين أنّه لا يمكن تجاوز مبدأ المباراة للتثبيت في الملاك، لكن يمكن تحسين شروطها. كيف؟ يسألون. مطلوب، كما يقول، إجراء مباراة محصورة أخيرة بالمتعاقدين ومن ثم الالتزام بتنظيم مباراة مفتوحة سنوية وإقفال باب التعاقد. ويرى برجي أن المباراة لا يجب أن تمتحن المعلمين بمادة الاختصاص كي لا يظلموا، نظراً لمرور وقت طويل على نيلهم شهاداتهم، إلا أنّه يمكن اختبار شخصيتهم وامتحانهم في الثقافة العامة.