أصدر المجلس العدلي حكمه الأوّل في ملف أحداث مخيّم نهر البارد، وقضى بإعدام ثلاثة موقوفين من تنظيم «فتح الإسلام»، هم: الفلسطيني محمد صالح زواوي المعروف بـ«أبو سليم طه»، السوري نوري نصر المحمود الحجي المعروف بـ«أبو البراء الحموي» وطلال عبد الرحمن رضوان، إضافة إلى الحكم بالسجن على كل من الموقوفين: جمال ملص وطه سليمان (١٥ عاماً) وعثمان ابراهيم (١٢ عاماً).
وجاء في متن الحكم أن المحكومين الثلاثة بالإعدام، إلى جانب شاكر العبسي، قياديون في تنظيم «فتح الإسلام»، مشيراً إلى أنهم «أقدموا على ترؤس التنظيم وتولوا وظائف قيادية فيه بقصد مهاجمة الأماكن الحساسة في الدولة اللبنانية عموماً، والجيش اللبناني تحديداً». ورأى أنّّ دورهم، إضافة إلى عملهم الميداني، «حضّ العناصر التابعة لهم على القتل والتفجير والنهب ومحاربة الجيش وإضعاف الدولة». بدا لافتاً في الحكم الصادر تبرئة المجلس العدلي ١٤ متّهماً سعودياً، رغم أنهم مطلوبون غيابياً في ملف نهر البارد، ولم يمثلوا، ومن بينهم أمير «كتائب عبد الله عزام» الراحل ماجد الماجد، وقرر استرداد مذكرات إلقاء القبض الصادرة في حقهم.
ولم يكد خبر صدور حُكم الإعدام يُنشر في الإعلام، حتى أجمعت مواقع التواصل الاجتماعي التي تدور في فلك الإسلاميين المتشددين على استنكار الحكم والتهديد والوعيد في حال تنفيذه، ولا سيما أن أحكام المجلس العدلي مبرمة لا تقبل أي شكل من أشكال المراجعة، سواء التمييز أو الاستئناف. وبرز بين الردود موقف القائد العسكري العام لـ«جبهة النصرة» المدعو «أبو همام السوري» الذي هدّد بنقل المعركة إلى لبنان، قائلاً: «إن تم تطبيق حكم الإعدام في حق إخواننا في سجن رومية، أقسم بالله العظيم حتى نفجر فيهم مئات الاستشهاديين». ودعا «أبو همام» الذي كان نزيلاً في سجن رومية «جميع المجاهدين الصادقين لتجهيز أنفسهم لنقل الصراع إلى المدن الشيعية في لبنان»، قائلاً إنّ «المفخخات لم تبدأ بعد بيننا وبين حزب الله وأتباعه وأعوانه، ونحن لن نخسر أكثر مما خسرنا، والحرب سجال». وعلى خطى «أبو همام»، سار «الأمير الشرعي» لـ«جبهة النصرة» أبو ماريا القحطاني الذي وجّه «رسالة إلى حكومة لبنان العميلة»، محذّراً من أنها «إن قدمت أسرانا قرابين للرافضة وللغرب فلن ينفعها أحد».
وفي مقابل «النصرة»، حضر تنظيم «كتائب عبد الله عزام» بعد غياب ليس قصيراً عن الساحة، متعهّداً بـ«تحرير الأسرى». وعبر تغريدات الشيخ سراج الدين زريقات، استنكر صدور «أحكام إعدام في لبنان لشباب أهل السنة، والبراءة لعملاء اليهود والجواسيس»، معتبراً أنّ «السني يقضي عشر سنوات في السجن لشبهة! ويخرج عميل اليهود بعد أشهر». وقال زريقات «لو كان قانونكم الوضعي عادلاً، كما تزعمون، لسجن بري ونصر الله وعون وجعجع والجميل وجنبلاط، فكلهم أصحاب أيد تلطخت بدماء الأبرياء من كل طائفة»، سائلاً «كم من شبكة موساد داخل حزب إيران اعتقلت؟ وكم من زعيم لبناني مجرم ثبت تعامله مع اليهود؟ فاين أحكام الإعدام؟ أم أنها للسنة فقط؟». وختم زريقات تغريداته قائلاً: «أبشروا أسرانا في لبنان وفي سجن رومية خاصة ووزارة الدفاع، أن فكاكم نصب أعيننا، وأقول لسجانيكم: اليوم تعتقلون شبابنا وغداً تعتقلون!».