خرجت تمارا (21 عاما) من المستشفى، أمس، بعدما جرى التأكد من استقرار حالتها الصحية. نجت من زوجها «الذكر»، الذي أمعن خلال 3 ساعات متواصلة في تفريغ «رجوليته» المريضة على جسدها النحيل. لم تستطع الكدمات الدامية أن تخفي ملامح وجهها الجميل، ولم يتمكن زوجها ح. ف. (33 عاما) من تحقيق هدفه بـ«تشويهها».
في كل مرة كان يضربها فيها، وما أكثرها المرات، كان يتعمّد أن يقرّب وجهها على المرآة ويقول لها: «وينو وجّك الحلو؟ صرتي بشعة هلق ها!». المفارقة انه بعد كل موجة عنف، كانت دموعه تنهمر على وجنتيه ويرجوها أن تسامحه، ليعاود الكرّة في اليوم التالي.
على هذه الحال، بقيت تمارا سنة ونصف سنة (منذ بداية زواجهما)، من دون ان تمتلك الجرأة على البوح بـ«إجرامه»، والسبب هو اعتقادها بأنها «تتحمّل مسؤولية اختيارها»، اذ إن أهل تمارا عارضوا ارتباطها به، وهي تزوجته «خطيفة».
«فات لعنا عالبيت بهوية مزورة»، يقول محمد (أخو تمارا)، ويضيف أن «المسدس لا يفارق خصره»، بحجة أنه «يعمل في الاستخبارات». لذلك «ارتابوا به» ورفضوه. وبعد فترة وجيزة من زواجها به، اكتشفت تمارا أنه ليس أيمن الجوني، كما ادعى، وأنه كان متزوجا وانّ لديه طفلين (خمس سنوات، وثلاث سنوات)، لكن الوقت كان قد فات، وكانت تمارا قد أصبحت حاملا، وهي لديها اليوم ابنة رضيعة (6 اشهر)، أصرت على ان تخرج من المستشفى من أجل رعايتها.
هي المرة الأولى التي تجرؤ فيها تمارا على الخروج عن صمتها. أصرّت على الادعاء عليه قبل ان تدخل مستشفى الزهراء عند الثانية والنصف ظهرا، فقد أيقظها صباح السبت وبدأ بضربها على نحو متواصل من الساعة الثامنة حتى الحادية عشرة، من دون ان يتدخل احد من الجيران. والسبب أنها «كانت سهرانة مع اختها للـ11 بالليل»! الا ان الحقيقة ان هذا الزوج لا يحتاج الى سبب ليمارس عنفه، فهو كان يضرب زوجته عند كل اطراء لها، ويتعمد ضربها على وجهها كي «يشوهها».
يصر أهل تمارا على استرداد حق ابنتهم، ولا يخفون قلقهم من «المماطلة» في اجراءات الطلاق. «لو بيطلع ع راسها ريشة ما بطلّقها» كان يصرخ الزوج بأعلى صوته في المخفر، يقول محمد «بات همنا تخليص ابنتنا منه»، ويضيف «منذ سنة ونحن مرعوبون عليها، ننام ولسنا متأكدين انها نائمة بسلام»، يستطرد: «كسر لها منخارها من قبل ونحنا ما معنا خبر!».
تقول تمارا إنه كان يعمل في «استخبارات الدولة» سابقاً» وإنه يملك محلا لبيع الهواتف، كان يجبر تمارا احيانا على الجلوس فيه. لذلك هي تخشى أن يحصل على دعم ويخرج. فتراها مرتابة وقلقة دائما من ان يفلت من العقاب، وان يتعرّض لها ولاهلها فور خروجه من السجن، وخصوصا انه لم يتوان يوما عن تهديدها بالتعرض لإخوتها الشباب ولاهلها اذا ما ارادت ان تنفصل عنه.
أم تمارا كانت «صلبة» نوعا ما، بشهادات من رآها في المستشفى، هي التي أصرت على ان تصل قضية ابنتها الى الاعلام، وهي من دعت معظمها كي «توثق» وحشية «الذكر».
تمارا ليست الاولى، ولن تكون الأخيرة إذا ما استمرّت العقلية الرجعية التي تجعل من خبر تعنيف الزوجة والام «خبرًا عابرًا» لا يستدعي الوقوف عنده. من يرَ دموع والد تمارا حزنا وخوفا على صغيرته المدماة أمامه، فسينقم حتما على مجتمع لا يغضب ويثور للمطالبة بـ«اقرار قوانين» تردع أمثال هذا الزوج، وتجنّب بناتنا وامهاتنا وأخواتنا خطر «التأديب» باسم «الذكورة».