لم يكد لبنان يستوعب صدمة مقتل 20 مغترباً في حادثة تحطم الطائرة الجزائرية الأسبوع الفائت فوق مالي، حتى فجع الإغتراب في أفريقيا بمأساتين جديدتين، أولاهما في أبيدجان، عاصمة ساحل العاج، حيث قتل محمد ملك (من بيت ليف قضاء بنت جبيل) برصاص مسلح اقتحم منزله بهدف السرقة، كما نقلت أوساط الجالية. المعلومات تحدثت عن أن الجاني «كان قد حاول سرقة منزل ملك في وقت سابق، لكن الأخير أمسك به وسلمه إلى الشرطة وسجن لسنوات.
ولما خرج، عاد لينتقم من ملك». أما الحدث الثاني، فوقع في دولة توغو حيث قتل قنصل لبنان الفخري في دولة بنين أسعد الشاغوري برصاص مسلحين طاردوا سيارته وأطلقوا عليها النار وأردوه قتيلاً وأصابوا مرافقه. وكان الشاغوري القنصل منذ عام 1996 (من بلدة مزيارة الشمالية) الذي يملك مصالح اقتصادية عدة في كوتونو، منتقلاً إلى العاصمة التوغولية، لومي، بالسيارة. وتباينت المعلومات حول أسباب الجريمة بين السطو او الإغتيال. جثمانا ملك والشاغوري يصلان اليوم إلى مطار بيروت الدولي، حيث من المقرر تشييعهما السبت، كل في مسقط رأسه.
على صعيد آخر، اختتم الوفد الرسمي المكلف متابعة كارثة تحطم الطائرة الجزائرية برئاسة المدير العام للمغتربين هيثم جمعة، زيارته إلى بوركينا فاسو حيث قدم التعازي لأفراد الجالية التي غادر منها الضحايا. وفي كلمته أمام الأهالي، تعهد جمعة بمتابعة مسألة جمع أشلاء الضحايا والتعرف على هوياتها عند نقلها إلى المختبرات الجنائية الفرنسية. الوفد غادر ليل أمس إلى باريس للقاء خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة للتحقيق في الحادثة وأسباب حصولها. من جهته، أكد مدير الشرطة القضائية الجزائرية عبد القادر قارة بوحدبة أن عملية التعرف إلى الضحايا «ستدوم بضعة أسابيع او اشهرا وربما سنوات»، مشيراً إلى أن «العديد من عينات الجثث التي اخذت في مكان غير قابلة لإخضاعها الى الفحوصات، نتيجة الظروف المناخية التي تعرضت لها ونتيجة قوة ارتطام الطائرة». وفي لبنان، استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اهالي الضحايا. وأكد أمامهم أنه «سيكون يوم حداد واستقبال للجثامين فور انتهاء العملية اللازمة»، مقترحاً «فتح خطوط مباشرة للمغتربين اللبنانيين في أفريقيا واميركا اللاتينية وأي بلد آخر يضمّ جالية لبنانية كبيرة يصعب عليها السفر بين البلد التي تقيم فيه ولبنان».