أيام على وقف المعارك، وعرسال تحاول أن تستعيد حياتها الطبيعية، فيما يستمر أهالي العسكريين المختطفين من قبل الجماعات الإرهابية بمعاناتهم، بعيداً عن أبنائهم، وحياتهم الطبيعية. ولكي «يكتمل النقل بالزعرور»، تكللت زيارة الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير لعرسال أمس، بزيارة منزل رئيس البلدية علي الحجيري، المطلوب للقضاء بتهمة «التدخل في جرم» قتل الشهيدين في الجيش اللبناني النقيب بيار بشعلاني والمعاون أول إبراهيم زهرمان في تموز من العام الماضي.
ليس هذا فحسب، فقد زار الحجيري على رأس وفد من عرسال، ونواب تيار المستقبل في البقاعين الأوسط والغربي، منزل رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في وسط بيروت. وأطلق الحريري وعداً بدعم عرسال بمبلغ 15 مليون دولار. وقال الحريري: «كلنا يعرف لماذا استهدفت عرسال، لأنها وفية لمسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري»، من دون أن يأتي على ذكر العسكريين المختطفين.

كلل خير تفقده
عرسال بزيارة
الحجيري المطلوب للقضاء اللبناني


أما في داخل عرسال، فقد بدأت البلدة لملمة ما أحدثته المعارك في البيوت والمحالّ والشوارع وممتلكات المواطنين، بعد أن استباحت «غزوة داعش وأخواتها» حرمات المنازل والمحالّ التجارية والحقول، فضلاً عن المراكز والنقاط الأمنية والعسكرية. فالأيام الستة من المعارك بين المسلحين والجيش كبّدت الأهالي أضراراً وخسائر فادحة لحقت بالمنازل وبمحولات الكهرباء الخمسة في البلدة، ما أدى إلى انقطاع مياه الشفة وشبكات الهاتف الثابت. من جهته، ترأس خير وفداً ضم محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، وممثلين عن فرق الصيانة، لتقويم حجم الأضرار في قطاعات الكهرباء والهاتف والمياه، تمهيداً لإصلاحها.
ومن منزل الحجيري، أكد خير أن الزيارة جاءت «للاطلاع على الأوضاع الميدانية والقيام بجولة تفقدية لوضع خطة لدفع المساعدات في أسرع وقت». وأوضح خير أن «الهيئة إلى جانب الأهالي في المساعدات وليس التعويضات»، و«أن هناك لجان مسح سيرسلها قائد الجيش العماد جان قهوجي خلال 48 ساعة إلى عرسال». إلا أن اللافت هو ما أُعلن عن أن «التعويضات عن أضرار التفجيرات والحوادث الأمنية التي عصفت بلبنان ستبدأ يوم الخميس المقبل». بدوره رأى خضر أن «مخيمات اللاجئين في البلدة كانت قنابل موقوتة، وما جرى في عرسال ممنوع تكراره».
أما الحجيري، فكشف أن «المسلحين أعطوا ضمانات بعدم التعرض للعسكريين المحتجزين»، وأنه حذّر «منذ أكثر من ثلاثة أشهر من فقداننا السيطرة على جرود عرسال، وما حصل كان خارج إرادة عرسال» ، مطالباً أجهزة الدولة كافة القيام بواجباتها تجاه البلدة، «فما نريده هو تحقيق الإنماء لعرسال، وتنظيم مخيمات النازحين في أماكن محايدة، ونعد بأن أهالي عرسال سيمنعون تكرار ما حصل وسيقفون بوجه المسلحين إذا أعادوا الكرّة مرة أخرى». وتعهدت فرق صيانة الكهرباء والمياه من جهتها بالشروع في أعمال الصيانة اليوم، بغية إعادة التغذية بالتيار الكهربائي إلى البلدة، وما يتبعه من توفير الكهرباء لمضخات مياه الشفة من الآبار الأربعة للبلدة.
وتمكن الجيش أمس، من سحب إحدى الملالات التي وجدت في محلة خربة داوود في جرود عرسال، والتي كان المسلحون قد استولوا عليها بعد سيطرتهم على ثكنة الكتيبة 83 في محلة المهنية ـــ رأس السرج، من الجهة الشمالية الغربية لعرسال.
من جهة ثانية، أشار وزير الصناعة حسين الحاج حسن، إلى أن «الأصوات التي ترتفع للنيل من جيشنا الوطني، عليها أن تصمت لأنها تسيء إلى شهداء الوطن والشعب والجيش، ولأنها تسيء إلى الوحدة الوطنية». وقال الحاج حسن خلال احتفال تأبيني في بلدة الخضر بذكرى مرور أسبوع على استشهاد الرقيب في الجيش اللبناني حسين حمزة، إن «على الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها أن تحصن القرار الوطني من ناحية الإجماع على مواجهة الإرهاب، ونستخلص الدروس في اتخاذ المواقف من هذا العدوان الإرهابي الذي ما زال مستمراً باحتجاز عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي».