استنسخ وفد تيار المستقبل النيابي، الذي زار أمس بلدة عرسال، غالبية الحديث الذي أدلى به النائب سعد الحريري لدى استقباله أول من أمس وفداً من البلدة في وسط بيروت. تناوب النواب زياد القادري وجمال الجراح وعاصم عراجي من على منبر بلدية عرسال، وبحضور رئيس بلديتها علي الحجيري، على تكرار «حديث الإنماء»، للحديث عن حاجة البلدة الملحة «للبنى التحتية والمستشفيات والمدارس»، وعن «الخدمات التي سيقدمها الشيخ سعد في أقرب وقت».
حتى المطالبة بتوسيع نطاق القرار 1701 ونشر قوات «اليونيفيل» على الحدود السورية ـــ اللبنانية، الذي طالب به كلّ من عراجي والقادري، يعتبر مطلباً قديماً ومكرراً، دأب أقطاب الرابع عشر من آذار على المطالبة به على مدى الأشهر الماضية.
الجراح رأى أن زيارة نواب المستقبل للبلدة جاءت «لتقديم التعازي بشهداء البلدة الذين استشهدوا في سبيل القوى الأمنية»، مشدداً على أنه «كما قال الرئيس سعد الحريري، عرسال تعرضت لمؤامرة خبيثة، وبجهودكم وتضامنكم مع الجيش ومع الدولة ومساعيكم وصبركم وتضحياتكم، أفشلنا الفتنة وتجاوزنا المحنة وتعاونا مع الجيش في سبيل منع امتداد الفتنة الى كل لبنان، كما كان يراد لها ويراد للمنطقة أن تشتعل بنيرانها». وقال إن مساهمة أبناء عرسال في الإفراج عن العسكريين المحتجزين لدى المسلحين، «مشكورة، وباسم الرئيس الحريري أطالبكم بالاستمرار في هذه المساعي من أجل الافراج الكامل عن أبنائنا وإخوتنا الذين لا يزالون محتجزين مع المسلحين». النائب زياد القادري، بعد حديثه عن «المؤامرة والمخطط» الذي تم إفشاله، والذي كان «يراد منه جر البلد إلى ويلات نراها في كل من سوريا والعراق»، والحديث عن «رسالة الاعتدال» و«مواجهة الإرهاب»، وهما «رسالتا سعد الحريري»، أكد متابعة حاجات البلدة مع رئيس الحكومة تمام سلام. ودعا الى «ضبط الحدود في الاتجاهين من لبنان الى سوريا ومن سوريا الى لبنان، وعلى القوى الأمنية الشرعية اللبنانية من جيش وسائر القوى الأمنية أن تضبط حدود لبنان بشكل كامل بالقدر الذي يتيحه القرار 1701، وأن يتوسع نطاقه وتكون الحدود الشرقية والشمالية في لبنان تحت رقابة قوات دولية». المطلب نفسه كرره النائب المستقبلي عاصم عراجي، مشدداً على أن أهل عرسال «يريدون خيار الدولة»، وأن ينتشر الجيش اللبناني في عرسال وعلى الحدود اللبنانية السورية، «وإذا كان الجيش اللبناني لا يملك القدرة العملانية على ذلك، يجب أن نلجأ الى القرار 1701 الذي أعطى الحق للدولة اللبنانية في الاستعانة بقوات اليونيفيل وتجهيزاتها المتطورة لمنع دخول المسلحين الى لبنان». النواب المستقبليون شددوا على تنظيم النزوح السوري في لبنان، والوقوف «ضد أي نازح يحمل قطعة سلاح».
أما رئيس بلدية عرسال فأكد أنه «منذ بداية الثورة السورية كل المؤامرات تحاك ضد عرسال وأهلها، والجميع كانوا واعين لها، وأتمنى من كل القياديين في الدولة أن يدركوا هذه المؤامرات».
عدد من أبناء بلدة عرسال وفعالياتها عبّروا عن امتعاضهم من زيارة نواب المستقبل لبلدتهم «بعد غياب طويل»، منتقدين «سياسة الاعتدال التي يحاول أن ينتهجها تيار المستقبل، في ظل عدم وجود دراسة يفضحون فيها التطرف ويحددون أطر الاعتدال»، ومشددين على أن الهدف من كل ما يحصل هو «تعويم البعض في البلدة».