أكثر من 4 ملايين امرأة مهددات بالختان في العراق. أما الايزيديات فسُبيت أكثر من 1000 امرأة منهنّ، وُعرضن للبيع في المزاد العلني في الأسواق، والجميلات منهن جرى اقتيادهن إلى «أمراء» الجماعات المتطرفة. في الرقة يُمنع على النساء الخروج من المنازل من دون رجل، كما أن النقاب أصبح فرضاً على الجميع. أطفال ونساء دفنوا أحياء في مقابر جماعية في منطقة سنجار. أخريات يُرجمن، يُقتلن ويُدفنّ وهن على قيد الحياة، فيما تُجبر بعضهن على جهاد النكاح. كل هذا فضلا عن التزويج القسري للنساء والقاصرات تحديداً.
جرائم مرعبة بحق الإنسانية تشهدها المنطقة العربية في الآونة الأخيرة. اختلفت أساليب الاعتداء والقتل والتنكيل لتعود بنا إلى عصور ظننّا أننا قطعنا حبل السرة معها، لكن الواقع الذي نعيشه أثبت أنه قادر على إعادة إحياء تخلف مضاعف. دائرة العنف تبدأ دائما من الحلقة الأضعف، لتمتد فيما بعد إلى سائر المجتمع. عذابات النساء الايزيديات وفتيات الرقة والموصل والكثيرات غيرهن حضرت على اللافتات التي رُفعت أمس في ساحة الإسكوا، حيث تجمعت عشرات النساء اللبنانيات والسوريات والعراقيات بدعوة من «التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني»، رفضاً لعنف يستهدفهن لأنهن فقط نساء. أبرز أنواع العنف الممارس هو العنف الجنسي، إذ تتعرض النساء يومياً للاغتصاب والختان والبيع والتزويج القسري من دون أن يكون هناك قدرة على رصد حجم الانتهاكات الفعلية.

تتعرض النساء يومياً للاغتصاب والختان والبيع والتزويج القسري



«من باب التضامن النسوي، ومن جراء الإجرام الذي يستهدف النساء، كان لا بد أن تظهر مجموعة من الناس لتقول لا للعنف»، هذا ما تقوله عضوة الهيئة الادارية في التجمع النسائي منار زعيتر. حلقة العنف والتمييز ضد النساء لا يمكن فصلها، فهي متواصلة وشاملة تصيب الجميع أينما كانوا، وما وصولها إلى سوريا والعراق سوى تمهيد للوصول إلى لبنان. تختلف أنواع العنف وتتعدد، بعضها يكون ظاهرا مثل حالات الاغتصاب والقتل... وبعضها خفي يرتكز على الإمعان في تهميش النساء وإقصائهنّ عن المشاركة في الحياة العامة، وهو ما تعززه السلطة في معظم الأحيان ما يراكم حلقات التمييز. من هنا وجّه التجمع النسائي مطلبه الأساسي إلى المجتمع الدولي والمؤسسات الرسمية لتحمل المسؤولية التاريخية تجاه الأحداث الراهنة، والتعاطي الجاد لمنع تفاقم التأثير الطويل الأمد للنزاع المسلح على النساء والفتيات، وحمايتهن من كل الأخطار الاجتماعية، وجدولة حماية النساء على أجندة كل المؤتمرات والخطط والاستراتيجيات.