برشلونة: حنين وحداثة
جميلة هي المدينة من الطائرة، بألوان منازلها وشمسها. تتملكك الرغبة باكتشافها سريعاً والتنزه في أزقتها. من المطار إلى المدينة، تستقبلك الأخيرة بعدد سياحها الهائل، السياح الذين يتشبهون بالسكان الأصليين، الذين يبتسمون دائماً بدورهم. ينعكس ذلك عليهم، في مظهرهم الخارجي، إذ يلبسون ثياباً كثياب من موضةٍ الكاتلان، ويتزينون بزينة أهلها، وأحياناً، حتى الأوروبيين، الذين يأتون من بلاد لا تعرفها الشمس، تلفحهم شمس برشلونة، فيبتسمون. بسرعة خاطفة تنتهي الرحلة، التي إذا غامر الزائر خلالها، وابتعد عن الأماكن السياحيّة، فجال في أزقتها، قد يفاجأ بنوبة حنين. حنين، ربما، يشبه ما تضج به ذاكرة لبناني، إذا بحث في مخيّلته عن صورة افتراضيّة لشوارع كانت في بيروت القديمة.