«لا يسعى اللقاء الوطني إلى تكوين كتلة طائفية أو مذهبية أو الادعاء بأنه يمثلها بأكملها. وهو ليس دعوة طائفية موجهة من طائفة ضد أخرى، ولا دعوة مذهبية موجهة من مذهب ضد آخر. إنما هو لقاء سياسي دوافعه تمييز نفسه وطنياً عن سواه داخل المذهب الواحد». لا يمثل هذا المبدأ، البند الأول من الوثيقة التأسيسية للقاء الوطني التي قرأها رئيس حزب الاتحاد، في مؤتمر صحافي أمس، فحسب. إنما يمثل أيضاً رداً من أعضاء اللقاء (جميعهم فعاليات وطنية سنية)، على رفاق لهم في الطائفة والنهج ذاته الذين كالوا الانتقادات المذهبية للقاء بعدما كان عابراً للطوائف.
فاللقاء الوطني بنسخته الأولى أسسه الرئيس عمر كرامي بعد استقالته من رئاسة الحكومة عام 2005، وكان يضم النائب سليمان فرنجية والوزير السابق إيلي الفرزلي والنائب طلال ارسلان، إلى النائب السابق أسامة سعد وآخرين كانت قوى 8 آذار القاسم المشترك بينهم. ولأن هدف اللقاء بحسب مراد «حشد القيادات والفعاليات الوطنية من كافة المناطق في إطار تجمع يعمل على تجسيد وتعزيز الروح القومية العربية في الشارع اللبناني، مع تأكيد رفض فكرة اختصار هذا الشارع في أي شخص أو جهة أو فئة دون غيرها، فإنه مفتوح أمام كل من يرغب في الانضمام إليه، على أن يلتزم أهدافه ومبادئه ومنطلقاته الوطنية والعربية».
باسم امام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود والنائبين الوليد سكرية وكامل الرفاعي ونائب الأمين العام للحزب الديموقراطي اللبناني وممثل الرئيس سليم الحص رفعت بدوي (يشارك بصفته الشخصية) والشيخ بلال شعبان ومنير الصياد والنائب السابق زاهر الخطيب وآخرين، قال مراد إن «إنشاء اللقاء الوطني هو لمواجهة تحديات استثنائية في ظل ظروف عصيبة جداً وفي إطار مواجهة شاملة سياسية ونضالية ومصيرية، بين قوى المقاومة والممانعة على امتداد الأمة، والجهات المعادية لتحررها والطامعة فيها». ومن منطلقاته «المنظور الوطني والقومي الذي تفرضه المخاطر الجسيمة المحدقة بلبنان والوطن العربي والأمة ووجود استراتيجة أميركية ــــ غربية معلنة، ترمي الى تفتيت وتقسيم الشرق الأوسط». وتوقفت الوثيقة عند «تحصين الأمة في وجه زحف شديد التطرف يستتر بالإسلام ويشترك مع الزحف الآتي من الغرب في العداء للعروبة والإسلام وعند عروبة لبنان ووحدته، ونظامه الديمقراطي ونبذ الطائفية والمذهبية والمناطقية ووضع نظام انتخابي يصحح التمثيل الشعبي والتزام خيار المقاومة وإصلاح السياسات الإقتصادية والاجتماعية وتنظيم القطاع المالي والنقدي وتأمين شبكة امان اجتماعي واستقلال القضاء ورفض الوصاية والتدخلات الأجنبية وتأكيد وحدة الشعب اللبناني في الداخل والخارج والحفاظ على علاقة مميزة مع سورية ودعم المقاومة الفلسطينية وحق العودة».
في حديث لـ «الأخبار»، لفت حمود إلى أن اللقاء الوطني «اتخذ طابعاً سنياً لإصلاح الموقف السني لا من منطلق مذهبي»، مشيراً إلى أن مشاركته «تندرج ضمن المساهمة في أي صوت يساعد على إيقاظ الأمة في هذا الظرف المتخلف ما دام ينسجم مع طروحاتنا». وإذ أشار إلى إنشاء أمانة سر ولجنة تأسيسية ستقوم بجولات على المرجعيات ووضع برنامج دوري للاجتماعات، رأى أن المرحلة المقبلة تمثل اختباراً لوجودية اللقاء «بحسب جدية الحضور وتأثيره في الواقع الداخلي ولهجة البيانات التي ستصدر عنه. فإذا وفقنا نكمل وإذا لم نوفق نشارك في تشكيل ومكان آخر له الأهداف ذاتها».
تشخص الأنظار إلى مراد على وجه الخصوص، برغم أنه يصر على طابع العمل الجماعي للقاء وعدم حصرية القرار بشخصه لكونه رئيسه والجهة التي طرحت إعادة إحيائه. يثق حمود بجدية «أبو حسين» لـ «قدرته على ممارسة المصلحة اللبنانية والإسلامية». البعض طرح مخاوف من أن تتغلب الاختبارات الداخلية بين أعضاء اللقاء على الاستحقاقات الداعشية. يذكرون بأسباب انفراط عقد النسخة الأولى من اللقاء بعد اعتراض بعض الشخصيات الوطنية على إقصائها وتهميشها في صفقة اتفاق الدوحة لمصلحة تيار المستقبل.