تأجيل الانتخابات النيابية أصبح شبه مؤكد. لم يشحذ أحد من القوى السياسية عدته بعد بنحو جدي. الا أن طلبات الترشح الى الانتخابات قدمت جميعها الى وزارة الداخلية، مع غياب بعض الأسماء التي رفضت أن تشارك في هذه «التمثيلية». قضاء كسروان ليس بعيداً عن «معمعة الانتخابات». المرشحون الموارنة كثر، خاصة أن من يحصل على أعلى نسبة من الاصوات في هذا القضاء يعني أنه ضَمِن تمثيل «الصوت المسيحي». صحيح أن المرشحين المقربين من التيار الوطني الحر كثر، ولكن في مقلب قوى الرابع عشر من آذار هناك أيضاً عدد من «المستقلين» الذين يهمهم أن يكونوا ضمن الخمسة المرشحين. أعادت القوات اللبنانية ترشيح مسؤولها في كسروان شوقي الدكاش. ولما ترشحت الاعلامية مي شدياق في الدقيقة الاخيرة، بدأ السياسيون في القضاء نسج الاقاويل عن سر هذه الحركة، وتحليل ما إذا كانت بطلب من رئيس حزب القوات سمير جعجع كجائزة ترضية لشدياق، كونه أصلاً لا انتخابات قريبة.

أحد المقربين من شدياق الذي واكب ترشيحها منذ الدورة الماضية يقول إنه في منتصف أيلول «حين سرّبت لائحة مرشحي القوات الى المواقع الالكترونية، ومن ضمنها اسم شدياق، لم يكن أحد من القوات قد اتصل بشدياق أو حتى أبلغها إذا ما كانت ستكون مرشحتهم أو لا». يومها حصل التباس، فطلبت القوات سحب الخبر من التداول الاعلامي، لتعود وتنشر لائحة بمرشحيها غاب عنها اسم شدياق. تقول المصادر إنه «في اليوم نفسه، اتصل بشدياق مدير مكتب جعجع ايلي براغيد ملقياً اللوم عليها، بطريقة غير مباشرة، بأنها تقف خلف هذا التسريب». انزعجت شدياق، استناداً الى المصادر، من طريقة التصرف معها «التي تتكرر في كل دورة». مي، التي كانت مشغولة بالعشاء السنوي لجمعيتها وكان محاميها خارج البلاد، تقدمت بأوراقها الى وزارة الداخلية «في اليوم التالي، رغم أنها على اقتناع بأنه لا انتخابات. ولكن تريد أن تثبت للجميع أنها قادرة على تبوّء المسؤوليات».
تنفي شدياق في اتصال مع «الأخبار» ما تقدم، واضعة إياه في خانة «القيل والقال التي أنا أبعد ما يكون عنها». السؤال عن هذا الموضوع، بالنسبة اليها، «في غير محله أصلاً. فحين سُرِّبت اللوائح، لم أكن قد تقدمت بأوراقي بعد، ما يعني أنه لم يكن هناك من حديث عن ترشح بالأساس». تؤكد أن علاقتها بالقوات «جيدة جداً. أنا أؤيدها ومندفعة جداً من أجل القضية. ولكن ترشيحي لا يعني أنني ضدها بل حليفتها». «الشهيدة الحية» توضح أن غايتها «نبيلة، كما أنني منافسة شريفة». معركتها الانتخابية ليست «في الإطار التقليدي، فلن أكون نائبة الواجبات الاجتماعية فقط». مرشحة كسروان أصلها من بلدة عشقوت، ولكن نفوسها في الرميل - الاشرفية، تقصّدت أن تترك ترشيحها الى النهاية، «أترشح رغم أنني لست راضية على القانون الانتخابي ولا مقتنعة بأنها ستجري».
المرشح الوحيد للقوات في كسروان شوقي الدكاش يقول لـ»الأخبار» إنه ملتزم ببيان الحزب «ولا شيء غيره، فهو واضح لجهة الترشيحات». لا يعرف تفاصيل «ترشح مي أو الخبر الذي نشر على المواقع الالكترونية وأعيد سحبه، فأنا لم أستفسر عن الموضوع». كذلك هو ينفي ما قيل عن أن جعجع هو الذي طلب من شدياق الترشح، «الحكيم لا يتدخل في هذه الزواريب، هناك مكتب سياسي يأخذ قراراته بالتصويت». الدكاش مرتاح الى وضعه وحيثيته على الارض، «ما وصلنا اليه اليوم، حزبياً وشخصياً، هو نتيجة العمل اليومي المستمر الذي لن يتوقف».
من جهتها، تشدد مصادر القوات على أن «مرشح الحزب الرسمي هو شوقي الدكاش». أما شدياق، «فرغم الحيثية التي تمثلها، هي مرشحة مستقلة». اللوائح التي سرّبت «لم يكن مصدرها معراب، لذلك سحبت ونشرت اللوائح الرسمية».