"إنها الحلقة الأصعب"، هكذا اختتمت بولا يعقوبيان برنامجها على قناة "المستقبل"، الأربعاء الماضي، (20:30). حلقة خصّصت معظمها للإضاءة على قضية العسكريين المختطفين عبر استضافة ذويهم. كذلك افتتحت الحلقة بالحديث عن ضربات التحالف الدولي ضدّ الإرهاب مع رياض قهوجي مدير مؤسسة "إنيغما" للدراسات العسكرية، واختتمت بعرض ربورتاج بثته "فرانس 24" عن مدينة الرقة السورية، ويكتشف الحياة اليومية هناك عبر تصوير بالكاميرا الخفية قامت به إحدى السيدات.
توزّعت هذه الإستضافات على 3 فقرات، وجلّ الضيوف كانوا من النساء وحتى الأطفال الذين حضروا إلى الاستديو. هكذا انتقلت الكاميرا ووسائل الإعلام المواكبة إلى تحرّكات الأهالي الاحتجاجية من الشارع الى الاستديو. لم تشأ يعقوبيان لعب دور"الصحافية الموضوعية" كما قالت، بل تركت الأهالي يتحدّثون بحرية ودون رقابة عبر توجيه سخطهم وآلامهم إلى الدولة "المتخاذلة". بدا التوجّه العام لهم ينحو نحو الخاطف بعدما خاب أملهم بدولتهم. هي عبارات بطبيعة الحال يرفض سماعها اللبنانيون عبر توسّل الخاطفين الإرهابيين و"مسايرتهم"، والأخطر الاستنجاد بمصطفى الحجيري المعروف بـ"أبو طاقية" الذي ادّعى أنه يحمي العسكريين عندما اختطفتهم الجماعات الإرهابية في بيته، ومعروف تنسيقه الواضح معها، أو على سبيل المثال لوم المؤسسة العسكرية لأنها "قطعت" عن الإرهاببين الإمدادات الحياتية في منطقة عرسال! قد يجد أحدنا التبرير للأهالي بما ينطقون به، خاصة أن حياة أبنائهم واقفة على حدّ السكين، مقابل تخاذل ملفّهم عند السلطات المختصّة. إذاً، مساحة أعطتها يعقوبيان للأهالي من دون تدخّل إلا في ما ندر، مركّزة على الجانب الديني الذي يحمله هؤلاء الضيوف ومقارنته بما تقوم به الجماعات الإرهابية الخاطفة من قتل وتنكيل باسم الدين. اختلطت في الحلقة المناشدات ونقل المعاناة للعائلات التي أضحت اليوم في الشارع وتحاول الضغط باتجاه الإفراج عن أبنائها. تأثرت يعقوبيان بدموع الأمهات والزوجات، وركّزت على أن هذه المصيبة جمعت كل الأطياف السياسية والدينية. حلقة إنسانية جامعة ضمّت في استديو "المستقبل" الأهالي المتنوعي الانتماءات، أسمعت صرخاتهم الى المعنيين بالأمر، ولم تنحرف إلى التسييس والمتاجرة، بل كانت حلقة معبّرة تستحق عليها يعقوبيان التحية.