في وقت يعيش فيه البقاع على صدى التهديدات واستمرار محاولات تسلل مسلحي «داعش» و«جبهة النصرة»، والمراوحة في قضية العسكريين المخطوفين في عرسال، برز في اليومين الماضيين تطور أمني تمثل بخطف أربعة اشخاص من آل الحجيري، واتهام آل حمية بالوقوف وراء عمليات الخطف. وقد رفعت الاتهامات والتهديدات المتبادلة بين العائلتين من متسوى التوتر الأمني في المنطقة.
وكان مسلحون قد خطفوا، قبل خمسة أيام، خالد الحجيري ونجله وليد من محلة مشاريع القاع. وقبل يومين، دخل مسلحون منزل هاني الحجيري في بلدة تعلبايا في البقاع الأوسط، ادّعوا أنهم «أمن دولة»، وخطفوا خالد أحمد الحجيري (23 عاماً) ومصطفى هاني الحجيري (32 عاماً)، وغادروا في اتجاه بلدة سعدنايل بثلاث سيارات رباعية الدفع. وقال مسؤول أمني لـ«الأخبار» إن عمليتي الخطف «محل متابعة وثمة خيوط لا يمكن البوح بها».
عائلة المخطوفين الأخيرين قطعت الطريق الدولية بين بلدتي سعدنايل وتعلبايا، أول من أمس، وعمل أفرادها على استجلاء هويات المارة.

ووجّهت الاتهام إلى آل حمية بخطف ابنيها، وهدّد المدعو مارسيل الحجيري، باسم العائلة، بـ«كسر يد من يعتدي علينا. وليخرج آل حمية من بيوتهم من طاريّا، ورح نفرجيهم كيف بيخطفوا».
عائلة حمية نفت مسؤوليتها عن الخطف. وكرر معروف حمية والد الشهيد الجندي محمد حمية أن «موقفنا واضح منذ البداية. ثأرنا محدد عند رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، وأمير «جبهة النصرة» مصطفى الحجيري». وخاطب «من هدّد عائلة حمية: أدخلت نفسك في المسؤولية عن دم ابننا، وسنضيف اسم مارسيل الحجيري ليصبح هدفنا ثلاثة اشخاص».
قيادة «داعش» في الجرود آلت إلى «النمرود» من مدينة القصير السورية

كلام حمية جاء في لقاء موسع عقد أمس في حسينية بلدة طاريا، حضره أبناء البلدة وفعالياتها، وحذّر فيه والد الشهيد من «أن أي عرسالي يتعرض لأي فرد من آل حمية ستكون عرسال بأكملها مستهدفة من صغيرها إلى كبيرها».
وقال رئيس بلدية طاريا مهدي حمية، إنه سيتخذ صفة الادعاء أمام القضاء اليوم بحق الحجيري بسبب «تهديداته وتوعده العائلة بالخطف».
إلى ذلك، واصلت وحدات الجيش المنتشرة في عرسال إجراءاتها المشددة، رغم الطقس العاصف، في ضوء التقارير الأمنية التي ترجح حصول «اعتداء أمني جديد»، نتيجة «التغيير الذي حصل في قيادة داعش منذ أيام، ويأس لدى المسلحين من قدرتهم على فتح طريق في اتجاه الزبداني أو مشاريع القاع أو الجانب السوري، مع بدء الصقيع والبرد وضعف المؤن الغذائية لديهم». وأوضحت المصادر أن قيادة «داعش» آلت إلى شخص يدعى «النمرود»، من مدينة القصير السورية.
وفي السياق نفسه، صدّ عناصر الجيش في وادي الحصن ووادي حميد، ليل أول من أمس، عملية تسلل لمسلحين حاولوا دخول بلدة عرسال، وألحقوا إصابات مباشرة بأفراد المجموعة التي انسحبت في اتجاه الجرود.