قرار إغلاق مركز الدراسات والأبحاث الزراعية Arec، التابع لكلية الزراعة والعلوم الغذائية في الجامعة الأميركية في بيروت، لا علاقة له بالأوضاع الأمنية التي تسود البلاد، بحسب ما حاولت إدارة الجامعة أن تبرّر. هذا ما أكدته النقاشات التي دارت خلال الاجتماع الذي عقد أول أمس بين الطلاب وأهاليهم وعميدة الكلية نهلة حوّلة، إذ تبيّن أن سبب الإغلاق الحقيقي هو سوء إدارة المركز، والسعي لتأمين بدائل عبر شركات خاصة ومزارع لأفراد مقربين من الجامعة أو لديهم نفوذ.
دعوة العميدة نهلة حوّلة الى اجتماع مع الطلاب المفترض مكوثهم 6 أشهر في Arec هذا العام، وطلب حضور أهاليهم، لقيَ سخرية واستهزاءً داخل الكلية من قبل الطلاب والموظفين الاداريين والأساتذة على حدّ سواء، «ذكّرونا بأيام الابتدائي»، يعلّق أحد الطلاب الذين حضروا الاجتماع. حوّلة حاولت من خلال دعوة الأهالي الضغط على الطلاب ليوافقوها الرأي حول ضرورة إقفال المركز مؤقتاً هذا العام أمام الطلاب بسبب «الأوضاع الأمنية». قالت إن القيّمين على الأمن في الجامعة قدّموا تقريراً ينفي وجود خطر أمني، وأضافت أن إدارة الجامعة تلقت اتصالاً من قيادة الجيش التي أبدت جاهزيتها لحماية المركز، ولكن «الخطر الأمني» حول المركز تأكد لها من خلال «مجموعة من السياسيين» الذين تواصلوا معها. لكنها لم توفق في محاولة ترهيب الأهالي بالحجج الأمنية، خلال الاجتماع الذي استمر لثلاث ساعات، وأوصل الأهالي إلى الإدارة أن ذهاب ذويهم الى مركز Arec ضرورة وأساسي، ولا يمكن للجامعة أن تتعامل مع المركز على أنه مخصص فقط للمؤسسات أو المنظمات التي تريد استئجاره للقيام بأبحاثها، فلا إمكانية لتطور المركز واختصاص الزراعة من دون الطلاب.
انتقل الحديث خلال الاجتماع من «الأسباب الأمنية» الى التلميح لوجود «سرقات» و»سوء إدارة» للمركز، بحسب المحضر المسرّب الى «الأخبار». فحوّلة طلبت في أول اللقاء من الطلاب «عدم الانجرار وراء من يحرّضهم»، وأن القرار الصادر «جامعي» يهدف إلى ضمان سلامة الطلاب، «فطرابلس أكثر أمناً من البقاع» بحسب حولة. ولدى سؤال الأهالي والطلاب عن البدائل المطروحة، طرحت مزرعة كارلوس إده (أحد أعضاء مجلس الكلية) عدة مرات كأحد الحلول، كما طرحت مزارع شركة كانديا (النائب نبيل دو فريج يملك أسهماً فيها)، ومزارع شركة تنمية (التي تقع على مقربة من مزارع الجامعة!). استغرب الأهالي والطلاب ما تطرحه العميدة، وطلبوا عدة توضيحات عمّا يحصل حقيقةً في المركز، فما كان منها إلا أن بدأت بشرح الخسائر التي تتكبدها الجامعة بسبب التدريب الذي يقوم به الطلاب، وعن بيع المواشي والدواجن من قبل الادارة، قالت: «البقر والدجاج والمازوت عم يطيرو»، وهنا يسألها أحد الطلاب: «في سرقة يعني؟»، إلا أنها لم تجب. وهنا طلب الأهالي والطلاب فتح تحقيق في ما حصل عوضاً عن ممارسة عقاب جماعي بحق طلاب لا دخل لهم بسوء الإدارة (الذي اعترفت به العميدة خلال اللقاء) الذي حصل، مطالبين بعودة جميع المواشي والدواجن التي تم بيعها، كما اقترحوا تأمين وسيلة نقل مشتركة وحصر تحركات الطلاب داخل المركز حفاظاً على أمن الطلاب.
«النيّات ظهرت» يقول الطلاب، وهم بصدد الإعداد لتحرك قريب مطالبين رئيس الجامعة بيتر دورمان ووكيل الشؤون الأكاديمية أحمد دلال بالتدخل لدفع إدارة الكلية إلى التراجع عن قرارها.