أما في حال عدم إجرائها فلا مانع لدينا من التمديد، وما لسنا جاهزين له هو الذهاب الى الفراغ النيابي الذي يشكل ضربة كبيرة جداً إذا أضيف إلى الفراغ الرئاسي».
وفي الملف الرئاسي، قال إن اقتناعنا «أن لا أحد في البلد يريد الفراغ في رئاسة الجمهورية، ونريد في أسرع وقت ممكن أن يكون هناك رئيس جمهورية في قصر بعبدا»، داعياً القوى السياسية إلى «العمل على استعادة هذا الملف من القوى الاقليمية»، مشدداً على أن «ملف الرئاسة يحل بالحوار وليس بالرهان على المتغيرات الاقليمية. إذا كنتم تنتظرون متغيرات إقليمية ودولية فستنتظرون طويلاً، لأن المنطقة دخلت في صراعات ستستمر لسنوات، فهل تريدون أن يبقى الموقع الرئاسي اللبناني خالياً لسنوات؟». وأكد أن «فريقنا يملك القرار الداخلي الوطني والتفويض الإقليمي وهذا ما يجب أن ينجز لدى الفريق الآخر». وشدد على أنه «بالنسبة إلينا نحن ندعم ترشيحاً معيناً ومحدداً، وكل العالم تعرفه، وهذا الترشيح يتمتع بأفضل تمثيل مسيحي وأفضل تمثيل وطني»، معلناً أن «المرشح الطبيعي الذي يتبناه فريقنا السياسي الحرف الأول من اسمه العماد ميشال عون».
وعن أحداث الشمال، لفت نصرالله الى أنه «من خلال المعطيات والمعلومات والتحقيقات أصبح واضحاً حجم ما كان يُعدّ لطرابلس وللشمال»، معتبراً أنه «مما لا شك فيه أن الذي تحمّل العبء الأول في هذه المواجهة هو الجيش اللبناني، بقيادته وضباطه وجنوده وشهدائه وجرحاه، وهو تحمّل الإساءات وواصل عمله وتحمّل مسؤولياته ونجح».
الحرف الأول من اسم المرشح الذي يتبنّاه فريقنا هو ميشال عون
وأكد «ثقتنا وإيماننا بأن الجيش اللبناني والقوى الامنية الرسمية تشكل الضمانة الحقيقية للبنان وللسلم الأهلي ولبقاء الدولة. والجيش أثبت جدارته في أكثر من تحدّ، وأنه قادر على تحمّل هذه المسؤولية عندما تتوافر له الامكانيات المادية». وشدّد على «أننا مع كل دعم يقدم إلى الجيش اللبناني ليتمكن من القيام بمسؤولياته، وفي هذا السياق كانت الهبة الإيرانية غير المشروطة التي أدخلوها في النقاش السياسي، وأخذوها إلى النطاق القانوني والأمم المتحدة بحجج واهية». لكنه أكّد «أننا لن نفتعل مشكلة أو أزمة. إذا أحبّت الحكومة اللبنانية قبول هذه الهبة فهذا لمصلحة لبنان والجيش اللبناني، وإذا وجدتم أنفسكم محرجين داخلياً وإقليمياً فنحن لا نريد أن نحرجكم».
وفي موضوع العسكريين الرهائن، لفت نصرالله الى «أننا «كحزب الله، لخصوصيتنا ووجودنا في سوريا، نفضّل ألا نقارب هذا الموضوع إعلامياً. هذه القضية في عقلنا وقلبنا. الحكومة اللبنانية تتابع هذه المسألة بجد وهي مسألة معقدة»، داعياً أهالي العسكريين إلى «مزيد من الصبر وإلى مزيد من الدعم للحكومة، لأنه في مسألة معقدة من هذا النوع نحتاج إلى التكاتف والتعاون»، مطالباً الحكومة بأن «لا تغفل الملفات الحياتية والاجتماعية للناس. الجهة الوحيدة القادرة والمعنية بمعالجة هذه الملفات هي الحكومة والدولة فقط لا غير».
وعن الاوضاع الإقليمية قال نصرالله: إن «تصوير الصراعات في المنطقة على أنها مذهبية خطأ كبير يرتكب بحق المنطقة وشعوبها. ما يحصل الآن في المنطقة يرسم مصيرنا وسيرسم مصير ومستقبل وشعوب هذه المنطقة، ولا أحد يمكنه أن يقول إن ما يجري في المنطقة لا يعنيه، هناك خطر كبير في المنطقة»، متسائلاً «ألا يستحق هذا الخطر أن ننظر إلى أسبابه؟». وسأل هل «الصراع في ليبيا بين السنّة والشيعة؟ وهل صراع جبهة «النصرة» في سوريا مع باقي الجماعات المسلحة في سوريا صراع سنّي شيعي؟ هل معركة كوباني صراع سنّي شيعي؟ وهل لاستهداف المسيحيين وبقية الأقليات في العراق وسوريا علاقة بالصراع السنّي الشيعي؟». وأكد أن «هذا التشخيص خاطئ. ما يجري في المنطقة صراع سياسي بامتياز، ويجب أن نفهم أن الصراع ليس مذهبياً، وأننا معنيون بألّا نحوّل هذا الصراع إلى مذهبي».
وتوجه إلى الشيعة قائلاً: «معركتنا هي مع التكفيريين الذين يريدون سحق الجميع ومع إسرائيل وليست مع الطائفة السنية»، داعياً «السنّة الى الحذر والوعي لما يحصل في المنطقة»، ومشدداً على أن «هذه المرحلة بحاجة الى الوعي ومستوى عال من المسؤولية».
كذلك توجه الى المسيحيين قائلاً: «عداء التكفيريين ليس فقط للشيعة، بل لكل ما عداهم ومن عاداهم. وهناك دول تسعى لتقديم الصراع على أنه مذهبي لتستقطب أتباع مذهب معين ضد الآخر»، مشدداً على أن «الكل في دائرة الاستهداف، وعلى الكل أن يتحمل مسؤولية، وعلى المسيحي ألا يقول إن ما يحصل لا يعنيه».
ودعا نصرالله الى «المشاركة الكثيفة في إحياء مراسم العاشر من محرم في الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم، مشدداً على أننا «غداً سنثبت للعالم وللحسين في عليائه أننا فوق التهديد وفوق الأخطار وفوق التحدي».