حمادي (Dya) العبيدي: الرابر الذي «هشّله» الإسلامويون

  • 0
  • ض
  • ض

تونس | «لم أعد قادراً على البقاء في مدينتي، أنا مضطر للتوجّه إلى العاصمة. لقد قرّروا قتلي». هكذا اختصر مغنّي الراب حمادي العبيدي (الصورة) المعروف بـ«حمادي Dya»، ما حصل معه قبل أيام. الرابر من مواليد مدينة الرقاب من محافظة سيدي بوزيد في الوسط الغربي للبلاد التي تسمّى عاصمة الثورة ومنها انطلقت شرارة الاحتجاجات بعدما أحرق محمد البوعزيزي نفسه في ١٧ كانون الأول (ديسمبر) 2010. يروي العبيدي لـ«الأخبار» ما حدث معه مساء الإثنين الماضي، لافتاً إلى أنه كان جالساً في أحد المقاهي الذي اعتاد التردّد إليه في المدينة عندما فاجأه أحد السلفيين واقترب منه، طالباً منه حلق شعره لأنه لا يليق بالمسلمين. ويتابع إنّه بعد لحظات، التحقت به مجموعة من السلفيين وطلبوا منه الانقطاع عن الموسيقى والغناء لأن الفنّ حرام على حد تعبيرهم. يشير العبيدي إلى أنّ المجموعة أرغمته على دخول قاعة حلاقة قريبة وحلقت له شعره تحت التهديد، ثم نقلته إلى المسجد وأخضعته للرقية الشرعية (قراءة الآيات القرآنية أو الأدعية الشرعية) وهدّدته بتطبيق الحدّ عليه إن لم ينقطع عن الغناء. رفع مغني الراب دعوى قضائية لدى السلطات الأمنية، وقرّر مغادرة المنطقة لأنه لم يعد قادراً على العيش فيها خوفاً على حياته. وأشار العبيدي إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى، فهو يعاني من مضايقات السلفيين منذ أكثر من سنة. إذ سبق أن اعتدوا عليه أكثر من مرّة بسبب نشاطه الموسيقي، واستغرب صمت الجهات الأمنية والقضائية على ما يعانيه منذ فترة طويلة. ويقول مغني الراب إنّه رغم أن المعتدين معروفون للجهات الأمنية، إلا أنّه لم تجر ملاحقة أيٍّ منهم. كما أن صفحات الفايسبوك التابعة للسلفيين لم تكفّ عن التحريض عليه، ما قد يؤدّي إلى قتله. وتمثّل هذه الحادثة المأسوية تطوّراً نوعياً في أشكال الاعتداء على الفنانين والمُبدعين التي بدأت منذ ٢٠١١ وتواصلت بأشكال مختلفة وفي أكثر من جهة من البلاد. ويعتبر العبيدي حلقة في سلسلة طويلة من استهداف الفنانين والإعلاميين وقاعات السينما ودور الثقافة وأروقة فنون تشكيلية من قبل المتشدّدين. ومن التحدّيات المطروحة على الحكومة المقبلة حماية المبدعين الذين تخلصوا من الرقابة التي تفرضها السلطة السياسية، لكنهم يواجهون سلطة أكثر قمعاً هي سلطة المجموعات المتشددة التي تستعمل الترهيب للقضاء على الحرية.

0 تعليق

التعليقات