لا تزال أصداء مبادرة النائب ميشال عون الرئاسية محطّ جدلٍ، في ظلّ الجمود الداخلي، وانتظار تطوّرات الإقليم والمفاوضات النووية الإيرانية. وإذا كان كلام عون عن حصر الانتخابات الرئاسية بينه وبين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قد فتح باب النقاش أمام جديّة ترشيح فريق 14 آذار لجعجع، فإن المبادرة تكشف أيضاً جديّة الأطراف المحلية والإقليمية في إجراء استحقاق الرئاسة في الأصل.
وفيما رفع النائب وليد جنبلاط وفريقه الصوت عالياً في رفض مبادرة عون، وشنّ نوّاب المستقبل هجوماً عنيفاً عليها، رأتها القوات اللبنانية «منطقيّة»، وأعلن النائب أنطوان زهرا أنها «مستعدة للمعركة اليوم قبل الغد». أما رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل فدعا إلى «طاولة حوار مفتوح لانتخاب رئيس للجمهورية». وأشار في كلمة في الاحتفال بالذكرى الـ 78 لتأسيس الكتائب إلى أن «التأخير في انتخاب رئيس لم يعد موقفاً تكتيكياً لتعزيز موقع مرشح على آخر، بل أصبح موقفاً استراتيجياً لتغيير الواقع اللبناني والجمهورية اللبنانية، وهي مغامرة لا أحد يستطيع ضبطها». وأشارت مصادر نيابية في فريق 8 آذار إلى أن «دعوة الجميل للحوار لانتخاب رئيس تعكس التخبّط داخل فريق 14 آذار، الذي لا يستطيع أن يحسم أمره لاختيار مرشّح جدي واحد».
الى ذلك، دعا عون أعضاء تكتل التغيير والإصلاح إلى اجتماع استثنائي صباح اليوم. وأبدى أعضاء التكتل تكتماً على الغاية من الاجتماع. واكتفى أكثر من نائب بالقول إن «هدف الاجتماع هو جولة أفق وطرح أفكار للتعامل مع المرحلة المقبلة». وأشارت مصادر أخرى إلى أن «سبب تقديم موعد الاجتماع الدوري هو كسب الوقت من بداية الأسبوع واستباق جلسة المجلس الدستوري الثلاثاء». ولفتت إلى أن «محور الاجتماع هو البحث في كيفية تعاطي التكتل في المرحلة المقبلة مع التمديد والطعن فيه، ودرس الخطوات في حال عدم تجاوب المجلس الدستوري مع الطعن».
في سياق آخر، أولم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على شرف وفد برلماني روسي، يرأسه نائب رئيس مجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية الروسية في البرلمان الروسي (مجلس الشيوخ) إلياس أوماخانوف، في مطعم الساحة، بحضور السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبيكين ومسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله السيد عمار الموسوي والنائبين حسن فضل الله ونوار الساحلي. وتحدّث أوماخانوف في كلمة له عن «تطابق في وجهات النظر بين روسيا وحزب الله بخصوص القضايا في المنطقة، وخصوصاً مسألة مكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى «وقوف روسيا إلى جانب سوريا في حربها ضد الإرهاب وحق الشعب السوري في تقرير مصيره، بعيداً عن أي تدخل خارجي». وبدا لافتاً أن الوفد الذي وصل إلى بيروت قبل يومين، وتوجّه إلى سوريا للقاء الرئيس السوري بشّار الأسد، عاد إلى بيروت بعد ظهر أمس ليستهل جولته في لبنان بلقاء حزب الله. ومن المتوقّع أن يتابع الوفد اليوم جولته على المسؤولين اللبنانيين للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام.