لم تمض ساعات على نشر صحيفة «تليغراف» البريطانية مقالاً تتبجّح فيه بأن مجموعة بريطانية سرية لها الفضل في منع حدوث مجزرة في بلدة رأس بعلبك عبر بناء 12 برجاً للجيش اللبناني في جرود البلدة لمراقبة تسلل مسلحي «داعش»، حتى تعرّضت دورية للجيش اللبناني عصر أمس لكمين محكم في جرود البلدة، نصبه الإرهابيون المنتشرون في السلسلة الشرقية، وسقط فيه ستة شهداء للجيش وجريح.
وفي التفاصيل أنه أثناء تنفيذ قوة من فوج الحدود البرية الثاني دورية استطلاع عادية (كشّافة) من سبعة عناصر، ولدى وصولها إلى محلة «تلة الحمرا» المحاذية لتلة السيل في جرود رأس بعلبك، تعرضت لإطلاق نار غزير من مجموعة مسلحة.
وعلى الأثر، تدخلت قوة من فوج المجوقل، وأقامت مدفعية الجيش عازلاً نارياً بهدف منع المسلحين من سحب جثامين الشهداء. وقد تمكن الجيش من سحب جثث ستة شهداء وجريح واحد، نقلوا إلى مستشفى «يونيفرسال» في رأس بعلبك.
والشهداء هم الرقيب علي سعدو يزبك، الجندي مشهد عباس شرف الدين، الجندي محمد علي سليمان، المجند محمد حسين سليم، المجند ربيع حسين هدى، المجند علي أحمد محمد.
وفي معلومات لـ«الأخبار» أن مكان الكمين يقع في الجهة الشرقية لبلدة رأس بعلبك، وعلى مسافة سبعة كيلومترات من البلدة، في منطقة قريبة من محلة «تنيّة الراس». وهي عبارة عن وادٍ ضيّق وممر إلزامي يعتمده الجيش للوصول إلى نقاطه الأكثر ارتفاعاً وتقدماً نحو جرود رأس بعلبك في السلسلة الشرقية.
جلسة ثانية بين
الحريري وخليل والحوار يبدأ خلال أيام


وبحسب أحد أبناء بلدة رأس بعلبك، فإن خطورة المنطقة تكمن في أن مكان الكمين قريب من «تنيّة الراس» و«تنيّة الفاكهة» اللتين تلتقيان بجرود عرسال، وهي عبارة عن أراض سهلية منبسطة، تنتشر فيها مشاريع زراعية لمزارعين من عرسال والفاكهة ورأس بعلبك، وهي تضم بساتين ومزروعات وغرفاً زراعية، الأمر الذي يسمح لها بأن تشكل أماكن جيدة لتواري المسلحين والتسلل عبرها إلى الممر الوسطي بين نقاط الجيش، وتنفيذ اعتدائهم.
وفي وقت استقدم فيه الجيش تعزيزات إلى مراكزه ونقاطه في رأس بعلبك، شدد من إجراءاته الأمنية في سائر نقاطه في جرود عرسال، وأطلق قنابل مضيئة فوق وادي الرعيان ووادي عطا وعقبة الجرد، في عملية وقائية لصدّ أيّ محاولات هجوم باتجاه النقاط العسكرية المتقدمة.
من جهة ثانية، وفي ما خصّ الأبراج التي بنيت بمساعدة بريطانية، كشفت مصادر أمنية لـ«الأخبار» أن «الأبراج الـ12 بدأ إنشاؤها بعد غزوة عرسال، وليس كما ذكرت الصحيفة البريطانية». وأضافت المصادر أنه «لم يتم إقامتها في جرود رأس بعلبك فقط، بل تتوزع على «نقاط الجيش المتعددة والمنتشرة من جرود رأس بعلبك حتى عرسال»، وهي عبارة عن «قواعد اسمنتية وبرج بارتفاع ستة أمتار مزوّدة بكشّافات ضوئية وكاميرات مراقبة». وكشفت المصادر أن آخر برج من الأبراج الـ12 انتهى العمل فيه منذ أيام قليلة في وادي الحصن، وأن ثمة «استعدادات لإقامة عدد آخر من الأبراج يرجّح أنها 13 في كل من وادي الرعيان ووادي عطا». إلا أن اللافت بحسب المصادر الأمنية أن «قاعدة الأبراج مزودة بشاشة لكاميرات المراقبة يمكن لعناصر الجيش اللبناني الإفادة منها في مراقبة المنطقة المحيطة والتي يطل ويشرف عليها البرج، من دون الوصول إلى قاعدة البيانات التي تحفظ فيها، والتي لا يملك حق الإطلاع عليها بشكل حصري سوى البريطانيين أنفسهم». وعلمت «الأخبار» من مصادر أخرى أن «خطّة بناء الأبراج تسبق أحداث عرسال بكثير، وكان مقرراً أن تبنى على طول الحدود اللبنانية السورية من العريضة إلى البقاع».

اجتماع ثانٍ لخليل والحريري

من جهة أخرى، وفي سياق الحوار المنتظر بين حزب الله وتيار المستقبل، علمت «الأخبار» أنه يُنتظر أن يتحدد في الساعات المقبلة موعد الاجتماع الثاني بين الوزير علي حسن خليل ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، على أن ينقل خليل خلال الاجتماع أجواء حزب الله وعناصر جدول الأعمال للحوار الذي يفترض عقده في عين التينة. وعلمت «الأخبار» أيضاً أن الرئيس نبيه بري سيترأس أول جلسة للحوار بين الطرفين والتي يفترض عقدها خلال أيام. ونقل زوار بري عنه أمس أن تواصلاً جرى بينه وبين المستقبل من دون أن يكشف عن طبيعته ونتيجته، لكنه أكد أن «الأجواء إيجابية»، وأن جدول الأعمال في طوره النهائي، وهو «يتضمن كل الملفات التي نشكو منها».
من جهة ثانية، استقبل بري بعد ظهر أمس نائب الرئيس العراقي نور المالكي والوفد المرافق. ودار الحديث حول التطورات الراهنة في المنطقة والخطر الإرهابي الذي يحدق بها. وأوضح المالكي بعد اللقاء أنه «جرت مناقشة أوضاع الساعة والساحة والتحديات التي تشهدها المنطقة والعراق. وكانت وجهات النظر متطابقة لجهة حماية العراق والمنطقة بأسرها من الإرهاب، والعمل على توحيد الموقف والصفوف لمواجهة هذا الخطر والتحديات القائمة». كذلك أعلن أمس عن اللقاء الذي عقد قبل أيام بين المالكي والسيد حسن نصرالله.