في معركة القصير، كان أنس جركس، المعروف بـ «أبو علي الشيشاني» يقود مجموعة من المقاتلين تحت مسمّى «كتيبة درع الإسلام»، قبل أن تُعرف اليوم بـ «كتيبة الشيشاني»، ويبلغ عدد عناصرها نحو 30 عنصرا يتمركزون في مزرعة في الجرود بالقرب من منطقة تعرف باسم وادي ميرا. يقول جركس معرّفاً عن نفسه: «لقبي أبو علي الشيشاني. أنا شركسي، ومن سكان مدينة القصير قبل أن يُسيطر عليها الكفّار والروافض. أفتخر بأنني سوري شيشاني الأصل».
يعود الشيشاني بالذاكرة الى بداية الحرب في سوريا، ويقول لـ «الأخبار»: «أول التحركات التي شاركت فيها مع بداية الأزمة السورية كانت في الشام، حيث خرجت تظاهرة ضد شرطي من شرطة بشار المرتدين ضرب أحد العامة، فقام عليه الناس. في تلك الأثناء كانت تشتعل أحداث مصر وليبيا وتونس تحت ما يسمى الربيع العربي، لكننا هنا في بلاد الشام نسميه الخلافة الاسلامية إن شاء الله». ويضيف أنه في خضم تلك الأحداث «حدّثت نفسي بأن الجهاد بدأ في سوريا، فتركت لبنان حيث كنت أعمل معلّم معجّنات» متوجهاً الى سوريا.
هل كانت عودته طلباً للحرية؟ يردّ الشيشاني: «أعوذ بالله. شو حرية! هذا جهاد. لم نكن عبيداً لنطالب بحريتنا. من يطالب بالحرية هو العبد الذي يبيعه سيّده ومولاه. نحن عباد الله ومولانا الله، ونحن أحرار منذ ولادتنا، ولا نعترف بهذه الحرية الكافرة المزعومة. الحرية هي التي تلتزم الكتاب والسنة على نهج سلفنا. هذه هي حريتنا التي ندين بها لله. أما حرية العراة، فهذه ليست حريتنا. هذه من علامات الساعة التي اخبر بها النبي. بعدما رأينا اطفالنا ونساءنا في السجون تهان ويُفتعل بها، وبعدما قدمنا الدماء والاشلاء في سبيل الله وتحكيم شرع الله، نطالب بدولة تعددية ومدنية يسكن فيها الشيعي والنصيري إلى جواري؟! لا والله لن يكون هذا. والله انما جئناهم بالذبح! والله لن تغفو أعيننا ولن ننام حتى يُقتل كل كافر في سوريا». ويؤكّد: «هدفنا تحكيم شرع الله، ولن نحيد عن هذا حتى نهلك دونه أو نحكم شرع الله في البلاد ونقيم خلافة إسلامية على منهاج النبوّة»، داعياً «الشعب السوري المسلم المضطهد، أن استعينوا بالله وحده واصبروا، إن الله مع الصابرين، لأن شرط النصر معلق بالآية التي تقول: إن تنصروا الله ينصركم».
أدعو جميع المجاهدين
للتحرك إلى لبنان لكسر شوكة
حزب الله


بايع الشيشاني أخيراً تنظيم «الدولة الاسلامية»، لكنه يؤكّد أنه على مسافة واحدة من «الفتنة الدائرة بين الإخوة في الشمال» بين «الدولة» و«جبهة النصرة». ويقول: «إن طلبوا في الدولة روحي اعطيتهم اياها، وان طلبوا دمي اعطيتهم اياه من دون مقابل لأنهم أهل راية. هم يرفعون راية التوحيد ويُحَكّمون شرع الله. وإن طلبت جبهة النصرة دمي وروحي لفعلت أيضاً. جسدي وروحي اقدمهما هدية للطرفين لكي يتصالحا ونتحد تحت راية الاسلام. وأسأل الله أن يرفع هذه الفتنة». أما عن «الجيش الحر»، فـ «اذا أعلن ولاءه وبراءه والتحق بنا، أمِن سيوفنا».
ماذا عن لبنان وحزب الله؟ يرد: «حزب الله؟ أسأل الله ان يأخذه أخذ عزيزٍ مقتدر. هذا الحزب اتّخذ إيران إلهة له، ودخل الى سوريا ليقتل رجالها ويتطاول على نسائها ». ويضيف: «ربّ ضارة نافعة. الضارة هنا قتاله في سوريا، لكن ذلك كشفه وفضحه على الملأ بأنه متعصب لشيعته. أما الحكومة اللبنانية، اذا أحسنّا الظنّ بها فإنها لا تصلح للقيادة، وإن أسأنا الظنّ بها فهي تابعة لحزب الله». وردّاً على سؤال: وهل من نية للتدخل في لبنان؟ يجيب الشيشاني: «ان شاء الله وبإذنه، وانا أدعو جميع المجاهدين للتحرك إلى لبنان لكسر شوكة حزب الله لأنه يقاتل هنا. يأتي ليقتل نساءنا واطفالنا ورجالنا، فيما أمنه مستتب، وأمن نسائه واطفاله. إن أردنا النجاح فعلينا أن نقاتل في لبنان. نقاتل أهل الذي يقاتل عندنا».
وماذا عن فلسطين؟ «حبيبة الروح فلسطين. أسأل الله أن يرزقنا الجهاد في فلسطين. نحن لا نداهن في ديننا. العدو الاكبر هو إسرائيل بالنسبة إلينا، ونحن قبل أن تقوم هذه الثورة والجهاد في سبيل الله في سوريا، كان حلمنا تحرير الأقصى، ولكن قتال المرتدّين أولى من قتال اليهود الآن».
وكيف ينظر إلى الأنظمة الخليجية؟ يردّ الشيشاني: «سبق أن قلت لك أن لا داعم لي الا الله عز وجل. من الآخر فهمت غاية سؤالك! من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون. مين ما كان يكون، إن شاء الله أبوي أو أخوي. اللي طالع من اجل شرع حكم الله عزّوجل، من اجل خلافة اسلامية او دولة اسلامية، هو اخي وحبيبي. ومن خرج ضد هذه الفكرة وضد هذا المنهاج، فسأقاتله ولو كان والدي».