القاهرة | خيّبت إدارة شبكة "الجزيرة" توقعات كثيرين، خصوصاً الإعلاميين المصريين وأعلنت دعمها لشاشة "الجزيرة مباشر مصر" نافيةً ما تردّد عن نوايا لإغلاقها. قناة "الجزيرة مباشر مصر" مستمرّة ولا نيّة لإغلاقها، وكل ما في الأمر أنّ السياسة التحريرية ستتغيّر تدريجياً بناءً على التقارب المصري القطري الذي تمّ أخيراً برعاية سعودية. هكذا، حسمت إدارة الشبكة الأمر في وقت كان لدى العاملين في الشاشة اليقين أنهم مستمرّون رغم ما تردّد عن سيناريو بديل لنقلهم إلى منافذ إعلامية أخرى تنطلق من لندن وتركيا مثل قناة "العربي الجديد" المنتظر إطلاقها قريباً، وقناة "الشرق" التي إنطلقت قبل أشهر. الآن الوضع على الأرض بالنسبة إلى العاملين في "الجزيرة مباشر مصر" أكثر إستقراراً ليس فقط على مستوى الإستمرار وعدم الإغلاق، لكن مادياً وتقنياً أيضاً. فقد أعلنت إدارة الشبكة حسب مصادر تحدثت لـ "الأخبار" عن زيادة ميزانية القناة، خصوصاً على الجانب التقني بنسبة تصل إلى 40 في المئة بالمقارنة بالعام الماضي. كذلك سيتمّ إطلاق موقع إلكتروني جديد لـ "الجزيرة مباشر مصر" وتنشيطه بكفاءة أكبر على مواقع التواصل الإجتماعي. ورغم صعوبة الحصول على أرقام مؤكّدة حول الميزانية، لكن المصادر تؤكّد لـ "الأخبار" أن القناة باتت تتمتع بنصيب وافر من إجمالي ما تنفقه الشبكة القطرية مقارنة مع باقي الشاشات الأخرى. بل إن رواتب العاملين في "الجزيرة مباشر مصر" تفوق أحياناً العاملين في شبكة القنوات الرياضية beIN Sports.قرار التمسّك بالشاشة التي صنَعت شهرتها من دعمها للإخوان المسلمين قبل عزل الرئيس السابق محمد مرسي وبعده، دعمته عودة وجوه معادية للإخوان للظهور مرة أخرى بشكل يوفّر مبرّر التوازن وعرض وجهات النظر أمام الجمهور، وهذا الأمر قد يعيد المصداقية إلى شعار "الجزيرة" "الرأي والرأي الأخر". لكن ما لفت إنتباه إدارة القناة والشبكة عموماً هو إستعادة نسبة غير محدودة من جماهيريتها في مصر في الآونة الأخيرة. بعد الحكم ببراءة الرئيس السابق محمد حسني مبارك، كانت "الجزيرة مباشر مصر" الوحيدة التي نقلت ما يجري بالقرب من ميدان التحرير من تظاهرات غاضبة، ما دفع الجمهور الرافض لها إلى العودة لمشاهدتها بهدف معرفة ما يجري في ظلّ إنصراف القنوات المصرية عن التغطية بالشكل المطلوب. هذا الأمر قد يجعل إستمرار "الجزيرة مباشر مصر" بمثابة الجلوس على مقاعد الإنتظار علّها تعود مرة أخرى إلى الشارع المصري وسط سياسة التعتيم التي تطبّقها بإصرار القنوات المصرية