قد يبدو ما سنورده الآن مشهداً مألوفاً لكن ليس بالصيغة اللبنانية. "إسرائيل" على الخريطة الجغرافية بدل فلسطين. لطالما "دأبت" قناة "الجزيرة" على انتهاج هذا الخط، لكن بلغت ذروتها قبل عامين (حزيران/يونيو) عندما نشرت خريطة خالية من اسم فلسطين.
وقتها خرج محمد الخطيب قائد "ألوية الفرقان" ليبشرنا أن المعركة ليست مع "إسرائيل" بل الهدف "الجهاد في سوريا". أمس عاد المشهد مستنسخاً، لكن على شاشة mtv. هكذا أحبّ برنامج "بموضوعية" الذي يقدّمه وليد عبود (21:30) أن يدشّن حلّته الجديدة التي ضمت إستديو جديداً وفقرات مستجدة، بهذا الخرق. كانت فقرة قدّمتها أورسولا دكاش وأعدّها ميشال أبو راشد تحت عنوان: "لبنان وحدوده المتفلتة"، وفيه خريطة للبنان وحدوده الشمالية والشرقية والجنوبية. ظهرت في الفقرة بوضوح عبارة "إسرائيل" بدل فلسطين المحتلة. بهذه الفقاعة المقرونة بالعلم الصهيوني أسفل الخريطة الجغرافية خرجت علينا قناة "المرّ" مجدداً لا لتدهشنا (لأن الأمر تكرّر مراراً)، بل لتضيف إلى سجّلها الحافل خروقات مهنية وقانونية، وحتى أخلاقية.
لم تبتعد هذه الفضيحة عما حصل الأسبوع الماضي من ترويج للرواية الصهيونية. خلال تغطية العملية العسكرية في "مزارع شبعا" أورد مراسلها في فلسطين المحتلة مجدي حلبي أن "الجيش الإسرائيلي يؤكّد استعداده للدفاع عن إسرائيل والتوقعات هي أن يحصل ردّ ربما هذه الليلة" (الأخبار 29/12/2015).
ولا أحد ينسى بالطبع، أن قبل عامين أيضاً ولدى تغطية حادثة إطلاق النار من جنوب لبنان باتجاه الأراضي الفلسطينية، أردفت mtv وقتها أن "مصادر إسرائيلية أكّدت لنا أنه لن يكون هناك ردّ على العملية". وزادت طينة هذا الخبر بلة عندما أُلحق بالعبارة الآتية "جندي لبناني يقتل ضابطاً إسرائيلياً". وقبل هذه التغطية وتحديداً عام 2012 فتحت mtv الخط الساخن مع الصهاينة ضمن تقرير صنفته بـ "الخاص"، وفيه مقابلتان مع خبراء إسرائيليين للإضاءة على "المساعي الإسرائيلية لتعقب عناصر حزب الله".
2 تعليق
التعليقات
-
واقع مريرمما لا شك فيه أن المقاومة قد نحجت في إظهار صورة للمواطن العربي القوي القادر على ردع إسرائيل عن امتدادها ونفوذها في المنطقة مغايرة للصورة السائدة قبل عام 2000. ولكن مما لا شك فيه أيضا أن المخابرات الأمريكية والصهيونية بالدعم والتنسيق مع حكام الخليج قد نجحوا أيضا في خلق فتنةإسلامية إسلامية وفي خلق شرخ سني شيعي امتد إلى التشكيك بالعداء لإسرائيل وتظهير صورتها وتشويه صورة أعدائها. ومن اليقين أن المشروع الأخير قد يحقق نجاحا .. ولكن إلى أجل محدود
-
الأقلام العربية المأجورةيحزننا كمية الأقلام العربية و وسائل الأعلام العربية المأجورة، فكما و في لبنان كما اوردتم، في الأردن وسائل غعلام و اقلام مأجورة و رخيصة جداً كجرائد و صحف و كتبة مقالات لا يترددون في بث سموم ما يراد لهم أن يكتبوا عنه، فالعدو هو الآن الصديق و حزب الله هو العدو الشيعي،،، لقد احتلت الغارة الأسرائيلية على موكب حزب الله صدارة الصحف اليومية بعواميد طويلة من التفاصيل شماتة بحزب الله، لكن عملية شبعا تمت تغطيتها بأقل من أربعة سنتمترات في صفحة هامشية داخلية. أما خطاب السيد حسن صرالله و على درجة اهميتة فتمت تغطيته بسطرين هامشيين داخليين فيما احتلت اقوال جنرالات العدو صدراة و مساحة اعلامية هامة. كما و زادوا بالطين بلة عندما هرعت الأقلام المأجورة (التي تستلم مخصصات مالية خليجية) لتحليل ما حصل و بشكل ملفت صرة لاسرائيل باعتبارها من يلجم المد الشيعي لأيران... تباً لهكذا اعلام عربي رخيص