أطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سلسلة مواقف أمس، خلال إلقائه كلمة في احتفال «ذكرى القادة الشهداء» الذي نظمّه الحزب في مجمّع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت.وتزامنت إطلالة نصرالله مع إطلاق كمية من البالونات باللونين الأبيض والأصفر، في استكمال للمناشدة التي أطلقها أول من أمس لعدم إطلاق الرصاص في مناسبة الكلمة. ووجّه نصرالله خلال كلمته تحيّة للذين التزموا المناشدة.
غير أن كلام الأمين العام لحزب الله عرض جملة من المسائل، بدءاً من لبنان والحوار مع تيار المستقبل، وحول المنطقة من البحرين إلى العراق وسوريا، مع دعوات واضحة للجميع لمواجهة الخطر التكفيري، موجّهاً انتقادات حادة إلى دول الخليج في مقابل دعوتها للتحرك لمواجهة الإرهاب حرصاً على أمن المنطقة وأمنها. ولمّح السيد إلى وقوف الاستخبارات البريطانية والاميركية والموساد الإسرائيلي خلف تنظيم «داعش»، مؤكّداً أن «جبهة النصرة» لا تختلف بشيء عن «داعش».

واستهل كلمته بإدانة «الجريمة النكراء والبشعة» التي ارتكبها «تنظيم داعش التكفيري في ليبيا بحق العمال المصريين»، مقدماً التعازي للشعب المصري والحكومة المصرية والكنيسة القبطية. وتوجّه إلى «عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالتعبير عن مشاعر المواساة والعزاء».
وحول الحوار، أكد نصرالله أنه «سنتابع الحوار مع تيار المستقبل، وهو أنتج بعض الأمور الإيجابية التي كانت ضمن توقعاتنا». ثمّ تطرّق إلى الخطة الأمنية في البقاع، داعياً إلى «تواصلها وتفعيلها، فمنطقة البقاع عانت من اللصوص والمجرمين، ونحن نجدد تأييدنا لهذه الخطة، وهي بحاجة إلى المواصلة»، مشيراً إلى أن «البقاع يحتاج إلى الخطة الإنمائية وحل مشكلة عشرات الآلاف من المطلوبين باستنابات قضائية تافهة». كذلك دعا إلى «تعميق العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وعقد تفاهمات متشابهة على مستوى الوطن». وأشار إلى الاستحقاق الرئاسي، داعياً إلى «معاودة الجهد الداخلي، من دون انتظار المنطقة والخارج، لأن المنطقة متجهة إلى مزيد من المواجهات والأزمات». وأكّد «دعم الحكومة ومواصلة عملها، والبديل منها هو الفراغ».

الإرهاب عدو الجميع

وحول الخطر التكفيري، دعا نصرالله إلى «وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب في ظل الإجماع على أن الإرهاب عدو الجميع»، ملمحاً إلى مسألة «عدم الاتفاق على أن إسرائيل هي عدو الجميع».
وحذر نصرالله من الربيع، مشيراً إلى أنّ على «السلسلة الشرقية هناك داعش والنصرة، وعندما يذوب الثلج هناك استحقاق وعلى الدولة أن تحزم أمرها لجهة كيف ستتعامل مع هذا الخطر الموجود على التلال والجبال». وطالب بـ«التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري قبل ذوبان الثلوج، وكذلك بين الحكومتين اللبنانية والسورية في ملفات النازحين والأمن».
في الربيع الدولة أمام
استحقاق التعامل مع الخطر على السلسلة الشرقية


لا يحق لمن يتدخل في
سوريا عسكرياً وسياسياً أن ينتقد موقفنا من البحرين

ونعى نصرالله «النأي بالنفس»، مشيراً إلى أن «لبنان اليوم يتأثر بما يجري في المنطقة أكثر من أي وقت مضى. مصير سوريا ولبنان والعراق والأردن يُصنع في المنطقة. ومصير العالم أيضاً».
وبدأ الأمين العام لحزب الله الحديث عن المنطقة من البحرين، مشيراً إلى أن «من ينتقد موقفنا من البحرين، ويعتبر أن هذا الموقف يسيء إلى علاقات لبنان مع دولة شقيقة، عليه عدم التدخل في سياسة بلد آخر، ولا سيما سوريا. ولا يحق لمن يتدخل في سوريا عسكرياً وسياسياً أن ينتقد موقفنا السلمي بشأن الحراك في البحرين». ولفت نصرالله إلى أن «التهديد بإخراج اللبنانيين في البحرين هو سلوك الدول الضعيفة».

«داعش» ليست خطراً على إسرائيل

وتابع أن «التيار التكفيري هو تهديد للإسلام كدين ورسالة. اليوم كل العالم سلم أن هذا التيار التكفيري يشكل تهديداً للعالم والمنطقة، فقط إسرائيل لا تعتبره خطراً وتهديداً. إسرائيل فقط تعتبر أن داعش والنصرة لا تشكلان خطراً، كل ما فعلته داعش يخدم مصالح إسرائيل، علمت داعش أو لم تعلم».
وتابع حول خطر «داعش» على دول الخليج: «سمعت اليوم أن أبو بكر البغدادي عين أميراً لمكة، إذاً فهدف داعش هو مكة وليس بيت المقدس. فتشوا عن الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأميركية والبريطانية في أهداف داعش»، داعياً «شعوب وحكومات المنطقة إلى العمل سوية لمواجهة هذا الخطر الإرهابي».
وربط نصرالله بين «داعش» والمصالح الأميركية، مشيراً إلى أن «أميركا تنهب المنطقة بالنفط، وتنهب أموالها بحجة دعم التحالف الدولي، وأميركا تستنزف جيوشنا وبلادنا لمصلحة قوة وحماية إسرائيل». وسأل: «من قال إن أميركا تريد القضاء على داعش؟». وتابع أن «أميركا تستنزفنا وتؤسس من خلال داعش لأحقاد وعداوات لن تنتهي قريباً. يجب ألا ننتظر أي استراتيجية دولية، يجب أن نبادر كما فعلت المقاومة اللبنانية والإسلامية». وأضاف: «يجب اعتبار المواجهة الفكرية والسياسية والميدانية ضد الإرهاب، دفاعاً عن الإسلام»، مشيراً إلى «أننا نعتبر أنفسنا ندافع عن الإسلام بكامله».
وحول التمييز بين «داعش» و«النصرة»، قال نصرالله: «يجب أن لا نخدع أنفسنا في التفريق بين داعش والنصرة، هما جوهر واحد وفكر واحد وثقافة واحدة»، لافتاً إلى أن «الأردن لا يستطيع أن يواجه داعش في العراق ويدعم النصرة في سوريا».
ونوه نصرالله بـ«قتال الشعب العراقي ضد داعش، من حشد شعبي وعشائر وأكراد، وهم بذلك منعوا امتدادها إلى السعودية وغيرها». وتوجّه إلى دول الخليج بالقول: «العراقيون يقاتلون دفاعاً عن عروشكم»، لافتاً إلى أن «على الدول الخليجية مقاربة ملفات المنطقة بطريقة أخرى، لأن التهديد يطاول الجميع»، مشيراً إلى أن «الثورة في اليمن هي التي تقف في وجه القاعدة التي تخطط للسيطرة على سوريا وصولاً إلى السعودية».
وحول سوريا، قال نصرالله: «يجب فتح باب الحل السياسي، والنظام جاهز لأن يدخل في تسوية مع المعارضة المعتدلة وليس الإرهابية». ثمّ خاطب «الذين يدعوننا إلى الانسحاب من سوريا»، داعياً إياهم إلى «الذهاب معاً إلى سوريا، وإلى أي مكان نواجه فيه هذا التهديد، لأننا بهذه الطريقة ندافع عن لبنان».




«كتائب عبدالله عزّام» تنذر الجيش

حذرت «كتائب عبدالله عزّام» الإرهابية الأجهزة الأمنية اللبنانية من «التمادي في حرب أهل السنّة في لبنان، واعتقال شبابهم ظلماً وعدواناً»، واعتبرت «كل جهاز أمني لبناني يشارك في أي عمل عدائي على أهل السنة في لبنان وسوريا عدواً مباشراً». وتحت عنوان «رسالة إلى الشعب اللبناني وحكومة لبنان وجيشه ــــ 2»، خصّ بيان لـ»الكتائب»، أمس، «الجيش اللبناني بالإنذار، وندعو المنتسبين إلى أهل السنة إلى الفرار إلى أهلهم والالتحاق بالمجاهدين، (...) واحذروا أن تكونوا في صفه عندما ينزل به غضب المستضعفين وانتقامهم». وتضمن البيان هجوماً على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، «الحاكم الفعلي للبنان (...) الذي لا تعنيه معركة مع إسرائيل، ويزعم أن المجاهدين على الحدود السورية الفلسطينية هم عملاء لليهود (...) فيما الحزب حارس وفيّ للصهاينة (...) ويعتقل ومخابرات الجيش التابعة له أي شاب من أهل السنة يطلق صاروخاً واحداً على الأراضي المحتلة في فلسطين». واتهم البيان حزب الله بـ»قتل رفيق الحريري وبيار الجميل وجورج حاوي وفرانسوا الحاج ووسام عيد ووسام الحسن وجبران تويني وسمير قصير ومحمد شطح والشيخين صبحي الصالح وحسن خالد»، داعياً إياه إلى «تسليم المطلوبين للمحكمة الدولية»!