القاهرة |تقول الأسطورة إن المصريين هم الشعب الوحيد تقريباً الذي يضحك ويبكي في وقت واحد، ويسخر حتى من مخاوفه وهمومه. منذ ذبح 21 مصرياً على يد تنظيم «داعش»، وهناك حالة يمكن تسميتها بـ«الرعب»، تظهر لدى المصريين في حواراتهم أثناء تنقلهم بواسطة مختلف وسائل المواصلات وعلى المقاهي، وعلى مواقع التواصل الإجتماعي. وسط حديث عن ذبح بهذه البشاعة كما ظهر في الشريط المصوّر للعملية، نجد مواطناً يتندر على أحد عناصر التنظيم، فينقلب الموقف المرعب إلى تبادل لجمل ساخرة.
هذا نفسه تقريباً ما حدث مع هاشتاغ #هانضم _ لداعش الذي انتشر خلال الأيام الماضية، واستجاب له كثيرون، خصوصاً المصريين المؤيدين لهذه الأفكار بحجة «الإنتقام» لما حدث في فض اعتصام رابعة، أو لـ«رد الإعتبار» للمسجونين من أعضاء الإخوان المسلمين، أو لـ«الثأر» للواتي «تعرضن للإغتصاب أو التعذيب في سجون النظام».
ظهر هذا الهاشتاغ، بعد إنتشار خبر إنضمام الشاب المصري، محمود الغندور، إلى صفوف التنظيم الإرهابي عبر صديقه المصري العضو في التنظيم أيضاً إسلام يكن. واستخدمه المعارضون للنظام الحالي، وخصوصاً الإسلاميين، معتبرين أنّ ما يفعله نظام السيسي «أبشع مما يفعله «داعش»، لذلك فسينضمون لهذا الأخير». وكتب أحدهم: «إذا سكت أهل الحق عن الباطل ظن أهل الباطل أنّهم على حق..اللهم انصر الدولة الإسلامية #هانضم_لداعش»، فيما كتب آخر: «كيف نهنأ بالحياة؟ حياة العبيد؟ ألوف يتعذبون ويبكون كل ليل وكل نهار خلف القضبان... يتمنون الموت ولا يجدونه... ذنبهم أنّهم مؤمنون...#هانضم_لداعش». وهناك ومن قال: «لنحرّر أسرانا في سجون الإحتلال المصري، وننتقم لشهدائنا في رابعة والنهضة ورمسيس والمطرية عين شمس، ونثأر لفتايتناالأحرار».
في المقابل، طغت سخرية لاذعة عبر هذا الهاشتاع، إذ طوّعه البعض للسخرية من واقعه، أو من أفكار «داعش»، فكتب أحدهم: «أنا #هنضم_لداعش وأكون إنسان جديد. أنا #هنضم_لداعش وهدبح ناس كتير»، وسخر آخر من فكرة سبي النساء غير المسلمات، أو من هن على غير مذهب «داعش»: «#هانضم_لداعش علشان احتل إيران واسبي نسائها». بعض روّاد السوشال ميديا رأوا أنّ الإنضمام إلى هذا التنظيم الإرهابي يكون لـ«أسباب تافهة"، إذ علّق أحدهم قائلاً: «قاعد أشرب قهوة ومستنّي صحابي ييجوا و البنات اللي في الكافيه مشيوا #هانضم_لداعش»، ليرد آخر بأنّه «لو مكلتش محشي وملوخيه قريباً #هانضم_لداعش»، قبل أن يكتب ثالث: «#هانضم_لداعش علشان ألبس قناع يدفّيني في الجليد اللي إحنا فيه دلوقتي». ومن بين التعليقات الساخرة التي انتشرت هناك: «#هانضم_لداعش عشان مش قادر عالدايت»، و«مراتي مش بتعرف ترقص عشان كده #هانضم_لداعش». كل هذه التغريدات تؤكد أنّ الأسطورة التي تحدّثنا عنها في البداية فيها شيء من الحقيقية!