«ما من إنفلونزا خنازير في لبنان، وما يُنقل شائعات عارية من الصحة». هذا ما أكّده المدير العام لوزارة الصحة العامة وليد عمّار، امس. توضيح عمار أتى على خلفية انتشار خبر وفاة إحدى الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس في مدينة صور، وما أثير عن هلع اهل المنطقة من انتشاره.يؤكد مدير قسم التمريض في المستشفى اللبناني الإيطالي في صور علي طحيني لـ»الأخبار»، أن الحالة دخلت الى المستشفى منذ أكثر من أسبوع بسبب اصابتها بالتهاب حاد في الرئة، لافتا الى أن تقرير طبابة قضاء صور «أكّد أن المريض لم يكن مصابا بانفلونزا الخنازير».

كلام طحيني يتوافق مع ما يقوله طبيب قضاء صور حسن علوية. يشير الأخير الى أن «نتائج التحاليل الطبية التي أجريت للحالات المشتبه باصابتها بانفلونزا الخنازير، ومن ضمنها هذه الحالة، بيّنت عدم وجود الفيروس». ويضيف علوية: “في ما يتعلّق بوفاة الحالة، فالأمر يعود الى المستشفى التي ادخل اليه لتحديد أسباب الوفاة». وكان قد أثير منذ يومين خبر عن وفاة إحدى المريضات في المستشفى نفسه بسبب إصابتها بإنفلونزا حادة.
تؤكد مصادر مقربة من المريضة المتوفّاة أن شقيقتها أصيبت بإنفلونزا حادة وأن ضعف مناعتها أدى الى الوفاة»، فيما قال طحيني: « لقد تواصلنا مع الوزارة، واتخذنا جميع الإجراءات اللازمة وأجرينا التحاليل التي أثبتت ان سبب وفاتها يعود الى ضعف مناعة المريضة «، لافتا الى أن وزارة الصحة أكدت عدم إصابتها بانفلونزا الخنازير.
يلفت مصدر طبي الى ان «عوارض الحالات المشتبه بها تشبه الى حد كبير عوارض (h1n1) . وطالب المصدر بـ»اعادة التدقيق بالفحوص الطبية للتأكد، نظراً لخطورة الأمر، الذي يبدو أن التعامل معه ليس على قدر المسؤولية الكافية».
إلا أن مصدرا طبيا آخر لفت الى ان هذه الحالات تصنف ضمن الاصابة بالانفلونزا الحادة، لافتا الى «ازدياد عدد المصابين في الآونة الأخيرة نتيجة موسم الإنفلونزا القائم». وكانت وزارة الصحة قد أصدرت في 2 آذار الجاري بياناً أوضحت فيه «أن فيروس الأنفلونزا AH1N1 هو فيروس موسمي سنوي، ينتقل من إنسان إلى آخر عبر الإفرازات التنفسية. وبالرغم من أنه كان مرضاً مستجداً في عام 2009، إلا أنه أصبح مستوطناً في المجتمعات العالمية، وقد أُدخل في لقاح الأنفلونزا الموسمي». وأضافت :” في لبنان، لا يزال موسم الانفلونزا السنوي قائماً”.
وذكرت وزارة الصحة المواطنين بأهمية التقيّد بالسلوك الصحي لتفادي العدوى بالفيروسات التنفسية على اختلافها، من اتباع الآداب الصحية خلال السعال أو العطس، إلى أهمية غسل اليدين، وتفادي التقرب من المرضى الذين يظهرون عوارض التهاب تنفسية حادة.
تجدر الاشارة الى ان علوية نفى خبر وجود خمس اصابات انفلونزا الخنازير داخل مستشفيين في مدينة صور، منبّها من أن «ما يشاع أكبر بكثير من الواقع»، لافتاً إلى أن «هذه الإصابات تشبه الانفلونزا العادية، ويمكن معالجتها بسهولة، وأن الأمر لا يمثل أي خطورة تذكر، لأن العلاج سهل، وعلى الأهالي اتخاذ الاحتياطات المعتادة في حالات انتشار الأنفلونزا».