القاهرة | عن قصد أو بهدف المجاملة، وضع المطرب المصري محمد منير (الصورة) نفسه في مهب الانتقادات أمس بعدما كال المديح لقناة «صدى البلد» ووجهها الأول أحمد موسى في حفلته الأخيرة في شرم الشيخ. الانتقادات التي طالت «الكينغ» سارت في طريقين: الأول عدم ظهور المطرب الكبير بكامل لياقته الفنية في الحفلة، والثاني هو العبارات التي صدرت من منير بحق قناة «صدى البلد» التي اعتبرها محطته المفضلة، واصفاً الإعلامي أحمد موسى بأنه في مقام شقيقه.
ورأى الكثير من محبي منير هذه العبارات بمثابة مجاملة ليس لها أي مدلول سياسي، وأن منير كان فرحاً باختياره لختام المؤتمر الاقتصادي الذي دعت إليه مصر في مدينة شرم الشيخ، وأن قناة «صدى البلد» كانت الناقل الرئيس للحفلة. بالتالي، من الوارد جداً أن يرد منير الاحتفاء به من جانب القناة بعبارات مجاملة لا تستحق كل هذه الضجة عند الغاضبين من صاحب «حدوتة مصرية». لكن تلك الدفوع لم تمنع من استمرار الحملة الغاضبة على منير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أن «المجاملة» هذه المرة طالت القناة الأكثر عداء لـ «ثورة يناير» والأكثر ولاء لنظام مبارك. حتى أنه عندما أجرى موسى اتصالاً هاتفياً بالرئيس المصري الأسبق بعد الحكم ببراءته، وصفه على الهواء مباشرة بسيادة الرئيس، مما يتناقض مع مواقف منير التي يُفترض أنها مؤيدة للثورة، وكونه صاحب أغنية «ازاي ترضي لي حبيبتي» الأكثر التصاقاً بميدان التحرير. الغاضبون من منير توزعوا بين «مصدوم» من المفاجأة، وبين مدرك لواقع أنّ منير لم يكن من المتحمسين تماماً لـ «ثورة يناير» منذ البداية. بالتالي، لا يجب اعتبار ما فعله «صدمة بالمعنى المتعارف عليه»، خصوصاً أنّ أغنية «ازاي» كانت معدة ومسجلة قبل خروج التظاهرات المنادية بإسقاط نظام مبارك. وأدى هذا الموقف برمته إلى إعادة تقييم لإنتاج منير في السنوات الأربع الأخيرة، خصوصاً الأغنيات التي صنفت بالوطنية ولم ترق لجمهوره من الشباب بسبب كلماتها التي تهاجم المواطن أولاً لا النظام، وتتهمه بالتكاسل، وأيضاً بسبب تعاونه مع الملحن عمرو مصطفى أحد أبرز المناهضين لثورة ميدان التحرير. وكان منير قد تواجد في شرم الشيخ قبل موعد الحفلة بيوم كامل. وتداولت المواقع الإخبارية مقطع فيديو له وهو يقتحم موقع تسجيل حوار جمع بين أحمد موسى ورئيس وزراء مصر إبراهيم محلب من أجل توجيه التحية إلى الوزير الأول خلال التصوير.