انتهت قضية سائقي الشاحنات المخطوفين، لكنّ تبعاتها لم تنته بعد. أُنجِزت الصفقة بوساطة وفدية. أُغفِل دور المفاوض الرئيسي في الملف، ليوجِّه وزير الزراعة أكرم شهيب الشكر إلى السعودية ومصر، الدولتين اللتين لم يُعرف ما هو دورهما في حل هذه القضية، لا بل إن أحد عشر سائقاً لبنانياً محتجزين على الحدود السعودية ــــ الأردنية، يبيتون في العراء منذ أكثر من أسبوع. «تشكّرات» شهيّب شملت «الجيش الحر» الذي شاركت فصائله في جريمة خطف السائقين، وبينهم حيدر شكرجي وحسن الأتات اللذان لم يُفرج عنهما حتى دفع ذووهما فدية مالية، وجرى تسلّمهما وتسليم المال على حدود محافظة السويداء.
مفاوضون من اتحاد العشائر العربية أعربوا عن خيبتهم جراء «خداع» وزير الزراعة، بحسب قولهم، الذي لم يأتِ على ذكر أي دور لهم في الوساطة التي خاضوها، بل «خطف الإنجاز لمصلحته، بعدما أنجزنا المرحلة الأولى»، عبر نقل المخطوفين من أيدي «جبهة النصرة» إلى عهدة «المحكمة الشرعية العليا» في حوران، والمتابعة معها لإيصالهم إلى الحدود الأُردنية. غير أن الفصل الأخير الذي رسمته الحكومة اللبنانية، «كان مُخزياً»، بحسب مصدر في اتحاد العشائر.
وفي اتصال مع «الأخبار»، أعرب رئيس اتحاد العشائر العربية الشيخ جاسم العسكر، عن استيائه من التعاطي الحكومي، لافتاً إلى أنه مُنع والوفد المرافق له من دخول المطار للمشاركة في استقبال السائقين العائدين، مع أنه بذل الدور الأساسي في الإفراج عنهم. وقال إنه لو لم يُحرج الوزير شهيّب، لما سُمح له بالدخول نهائياً. ونقل العسكر استياء العشائر العربية في حوران، مسمياً «ألوية العُمري» و»لواء الحبيب المصطفى» و»لواء شباب الهدى»، بقيادة الشيخ صايل الشرعة، الذين كان لهم دور أساسي في إنهاء الأزمة. ونقل العسكر عن هؤلاء تساؤلهم عن «الدور الذي لعبته السعودية أو مصر في تحرير سائقي الشاحنات المختطفين في سوريا؟»، مشيرين إلى أن «هناك 12 شاحنة لا تزال داخل الأراضي السورية، فمن سيُحضرها؟».
وكشفت مصادر لـ«الأخبار» أن السلطات الأردنية التي أغلقت الحدود سابقاً في وجه السائقين تسلّمت ثمانية مخطوفين، على معبر غير شرعي الحدود مع سوريا، أول من أمس، بعد «اتصالات جرت مع الجهة التي ترعى المخطوفين». ونقل الثمانية إلى فندق داخل مطار عمّان حيث باتوا ليلتهم، قبل أن تتولى السفارة اللبنانية حجز تذاكر سفر لنقلهم إلى لبنان.
يذكر أن شهيب لفت إلى انه «يبقى الملف الاصعب وهو السائقون الموجودون في الاردن والسعودية».
وأكد ان «موضوع السائقين الذي عادوا اليوم مختلف تماما عن السائقين في السعودية»، مشددا على ان هؤلاء «بأمان كامل في السعودية التي تؤمن لهم كل التسهيلات اللازمة. وندرس اليوم موضوع انتقالهم بحرا إلى مصر، والحكومة تدرس كل الامكانيات لاعادتهم إلى لبنان لأن هذا الأمر مكلف»!