روايات كثيرة نسجت حول كيفية فرار الشيخ أحمد الأسير. قيل إنّ إمام مسجد بلال بن رباح الإرهابي تسلل تحت جنح الظلام خارج مربّع مسجده المحاصر من الجيش اللبناني. وأُشيع أن صفقةً ما دُبّرت في ليل لتهريبه. رواية ثالثة أفادت بأنه هُرّب في سيارة إسعاف تابعة للجماعة الإسلامية أثناء إخلاء الجرحى، ورابعة عن تهريبه في موكب لوفد من مشايخ «هيئة علماء المسلمين» أثناء زيارة هؤلاء له إبان المعارك، بغضّ طرْفٍ ما. هكذا بقي كل شيء ضبابياً وغير مؤكّد، إلى أن أوقف «فرع المعلومات» في قوى الأمن الداخلي الشيخ خالد حُبلص في 9 نيسان الماضي في طرابلس. عندها، أُميط اللثام عن بعض خفايا خروج الأسير من مربع عبرا، علماً بأن المحققين لم يُسلِّموا بكل اعترافات حُبلص، خشية أن يكون بعضها تورية للحقيقة أو لتشتيت الانتباه عن المكان الفعلي لوجود الأسير، أو حرصاً من حُبلص على عدم الإيقاع بمزيد من المتورطين معه. وبالتالي، بقيت الحقيقة الكاملة مجتزأة.
«الأخبار» حصلت على معلومات أمنية جديدة تكشف أن الأسير، بعد انتهاء معارك عبرا، خرج مع شقيقه وأولاده الثلاثة وفضل شاكر ومرافقين مشياً على الأقدام عبر طريق وعرة، وتوجّهوا إلى شقة المدعو أحمد هاشم في بناية المستقبل الكائنة في قلب صيدا. هناك حلق الجميع ذقونهم، بعكس الرواية التي ترددت أنه عُثر على بقايا ذقن الأسير في ملجأ مسجد بلال بن رباح، وغادروا الشقة إلى منطقة شرحبيل حيث مكثوا في إحدى الشقق لأيام. ومن صيدا، انتقلوا الى طرابلس على متن شاحنة، تولّى تأمينها شخص يُلقّب بـ«أبو حديد» أقلّ الأسير وشقيقه أمجد وأولاده الثلاثة وشيخاً يُدعى يوسف حنينة إلى منزل الشيخ سالم الرافعي في الكورة، حيث مكثوا في ضيافته ثلاثة أشهر.

غادر الأسير صيدا وعاد إليها في شاحنة نقل وشارك في أحداث طرابلس

غير أن الاستضافة لم ترق الأسير الذي ساء وضعه الصحي لإصابته بداء السكري، لا سيما أن الرافعي ضيّق عليه لجهة خروجه وتحركاته. في تلك الأثناء، كان الشيخ حُبلص يؤمن احتياجات الأسير، بالتعاون مع الموظف في وزارة المالية معتصم قدّورة. وهو عرض على الأسير وجماعته الانتقال للسكن عنده، خصوصاً أن لحبلص مشروعاً عسكرياً يُكمّل مشروع الأسير الذي وجد هو الآخر في شيخ بحنين ضالته. دفع الأسير للأخير 500 ألف دولار لشراء أسلحة من عكار كان مهربون يتولون تأمينها من الداخل السوري. وتولى أبناء الأسير، بقيادة أحد أعوانه المدعو «أبو حمزة»، تدريب مجموعات مسلّحة كان حُبلص قد شرع في إنشائها، وتم تقسيمها إلى ثلاث: المنية والتبّانة وأحياء طرابلس. وأثناء أحداث طرابلس والمنية، شارك أبناء الأسير في قيادة بعض محاور القتال. ولدى حسم الجيش القتال ودهمه أماكن توزعهم وسكنهم، اضطر الأسير وحبلص والمجموعات المقربة منهما الى الاختباء في شبكات الصرف الصحي في المنية.
وعلى إثر ذلك، عاد الأسير إلى صيدا بالطريقة نفسها عبر الشاحنة نفسها. وهناك اختبأ في إحدى الشقق، قبل أن يبدأ بتغيير أمكنة إقامته. وفي إحدى المرات، دوهمت شقة كان قد غادرها قبل يوم واحد فقط في منطقة شرحبيل. وبذل الأسير في تلك الأثناء جهده لمغادرة صيدا. ونشط على هذا الخط معتصم قدورة الذي كان يتولّى نقل الأسير من مكان إلى آخر. وبعدما سرّبت الأجهزة الأمنية اعترافات حُبلص، افتُضح أمر قدّورة الذي التجأ إلى هيثم الشعبي في عين الحلوة للاختباء بعدما أصبح مطلوباً. وبحسب المعلومات، لا يزال الأسير اليوم في صيدا، وهو لم يدخل عين الحلوة كما تردد، وهذا ما أكّده هو نفسه، ضمناً، في آخر تسجيل له عندما لمّح إلى احتمال اعتقاله، بعدما استشعر الخطر إثر حملات الدهم التي نُفّذت في الآونة الأخيرة.
(الأخبار)




«حفيد البغدادي» في قبضة الجيش

أوقفت استخبارات الجيش المطلوب اللبناني عبدالرحمن اليوزباشي، المشهور على حساب تويتر باسم «أبو مصعب حفيد البغدادي»، إثر خروجه من عرسال. واليوزباشي من إحدى قرى الشمال، بايع «داعش» في القلمون، وكان في صدد العودة مع «أبو هريرة» الميقاتي و»أبو عمر» الميقاتي، المتهمين بذبح عسكريين وتصويرهم، واللذين اعتقلهما الجيش الشهر الماضي. وأُفيد بأن «النصرة» زجّت بـ»حفيد البغدادي» في أحد سجونها في القلمون. وتجدر الإشارة إلى أن «حفيد البغدادي» اشتهر بعدما نشر مرات عدة معلومات عن العسكريين المخطوفين لدى «داعش». كذلك سبق أن نشر معطيات عن ذبح اثنين من العسكريين المخطوفين قبل أن يقوم بنشر الصور الأولى للعسكريين الشهداء.