لم يتطرق مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت، خلال اجتماعاته الأخيرة التي عقدها الأسبوع الماضي، الى قضايا الأساتذة العالقة والشائكة أو مسألة احتجاج الطلاب على رفع الأقساط الجامعية للعام الدراسي المقبل. فرُميت مطالب الأساتذة على عاتق الرئيس الجديد للجامعة فضلو خوري، وجرت الموافقة على موازنة جديدة للجامعة، تتضمن زيادة على الأقساط بنسبة 3% للطلاب الحاليين و5% للطلاب الجدد.
في جملة القرارات التي اتخذها الأمناء، قراراً، بناء على توصية من الرئيس الجديد، بترقية نائب الرئيس للشؤون الطبية محمد صايغ، ليصبح «نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية العالمية»، ابتداءً من 1 أيلول من هذا العام، على أن يبقي في الوقت عينه مسؤوليته كنائب رئيس للشؤون الطبية، وذلك برغم كل ما جرى تداوله وتوثيقه خلال هاتين السنتين الماضيتين، عن سوء الادارة والهدر والفساد في المركز الطبي للجامعة الأميركية. وستوكل الى الصايغ، بحسب منصبه الجديد، مهمة زيادة حجم انكشاف الجامعة ومشاركتها حول العالم، كما سيعمل مع خوري لتعزيز التواصل والتعاون بين الجامعة والمركز الطبي التابع لها، بحسب الرسالة التي وجهها الأمناء الى أساتذة وموظفي الجامعة.

عبّر عدد من الأساتذة عن امتعاضهم من هذه القرارات

رئيس الجامعة المستقيل بيتر دورمان سيرحل عن الجامعة في 30 من هذا الشهر، وفق ما أعلن الأمناء، ليعيّن مكانه مخلوف حدادين، وهو أستاذ كيمياء في الجامعة، رئيسا بالوكالة من 1 تموز حتى 31 آب، ويرحل مع دورمان أحمد دلال، وكيل الشؤون الأكاديمية، الذي قدّم استقالته في السابق لاعتراضه على الطريقة التي تدار بها الجامعة، لكنه سرعان ما تراجع عن قراره حينها، لكن الامناء فضلوا هذه المرة عدم تجديد عقد دلال مرة ثانية، برغم أن قسما كبيرا من الأساتذة يشهدون لكفاءته الأكاديمية، وسيعيّن خلفا له محمد حراجلي، رئيس قسم الهندسة المدنية والبيئية حاليا، كوكيل مؤقت للشؤون الاكاديمية للعام الدراسي المقبل، وحتى يصار الى تعيين وكيل جديد للشؤون الأكاديمية عن طريق تأليف لجنة بحث عالمية.
وقد عبّر عدد من الأساتذة عن امتعاضهم من هذه القرارات، فيقول أحد الأساتذة لـ «الأخبار» إن «من رحل اليوم (أحمد دلال) من الجامعة كان له موقف ايجابي جدا من مطالب الأساتذة ودعمها الى حد كبير، فيما جرت ترقية من كان يعمل عكس مصلحة الأساتذة، محاولا اقناعهم بعقود جائرة، حيث تولى قيادة الجبهة المقابلة».
الى ذلك لا يبدو أن أحدا من أهل الجامعة يعوّل على الادارة بشكلها الحالي، والكل بانتظار ما ستؤول اليه الفترة المقبلة، والاستراتيجية التي سيعتمدها رئيس الجامعة، الذي سبق له أن التقى عددا كبيرا من الاداريين والأساتذة.