1647 جريحاً من المعارضة السورية تلقوا العلاج الطبي في المستشفيات الاسرائيلية، على أمل قتال حزب الله والدروز وإسقاط الرئيس السوري بشار الاسد. هذا ما يرد في تقرير خاص بثته القناة الثانية العبرية، لما سمّته إطلالة نادرة جداً على الجرحى من المسلحين في المعارضة الذين يتلقون العلاج في إسرائيل. تل أبيب لا تتدخل في الحرب الدائرة في سوريا، لكنها تطبّب فقط المسلحين، على أمل العودة للقتال، وأن يكونوا سفراء لها في الارض السورية. هذا ما رددته اسرائيل طويلاً وشددت عليه، تجاه ما يقرب من الفي مقاتل من المعارضة الذين لا ينكرون أنهم قاتلوا وقتلوا الى جانب تنظيم القاعدة وأعدموا أسرى...
و«عيونهم مليئة بالكراهية»، لكن ليس تجاه اسرائيل التي ترعاهم وتساعدهم، بل يعودون، والكلام للقناة العبرية، الى سوريا وقلوبهم مليئة بالودّ «لدولة اليهود».
ما يقرب من 18 دقيقة، عرضت القناة الثانية تقريرها، من لحظة تقدم مسلحي المعارضة مع جرحاهم الى الحدود، لينقلوا بالآليات العسكرية الى المستشفيات الاسرائيلية، وصولاً الى مقابلة عدد منهم، ممن يتلقى العلاج، ليقصّوا روايتهم عن الحرب ومجرياتها.
وتشير القناة الى أن «الكاميرا رافقت قوة من الجيش (الإسرائيلي) تصل كل ليلة إلى الحدود لتفتح البوابات مع سوريا ولتُدخل من يحتاج من الجرحى». وبحسب معدّ التقرير: «من الجدير التنويه بأن الامر يتعلق بمقاتلين شاركوا في المعارك ضد حزب الله وقاتلوا مع تنظيم القاعدة وأعدموا أسرى، لكنهم بالتأكيد ليسوا صهاينة».
وينقل معدّ التقرير انطباعاته من لقاء الجرحى في المستشفيات، ليؤكد أنه تلقى الصورة بشكل مفصل عمّا يجري هناك (في سوريا)، حيث يتحدثون عن حرب الجميع ضد الجميع، وعن المخاطر التي تحوط الدروز وعن الخوف الدائم من داعش وعن مقاتلة حزب الله.
أحد الجرحى، 28 عاماً من منطقة درعا في جنوب سوريا، يروي للقناة كيف أصيب، فيشير الى أنه كان يقاتل، وشارك في قتل علويين وشيعة لمدة عامين كاملين، الى أن أصيب بوحشية من قبل الجيش السوري، حيث أصيبت أطرافه نتيجة قصف بالبراميل لمروحية تابعة للنظام، قبل حوالى شهر.
ويؤكد جريح آخر أنه بعد أن تنتهي فترة علاجه، فإنه سيتوجه فوراً الى السلاح لمقاتلة الدواعش و(الرئيس السوري) بشار (الاسد).
أما سمير، وهو اسم وهمي لمقاتل آخر في المستشفى نفسه، فأشار الى أنه وصل الى هنا قبل ايام، حيث التقى مزيد من الاخوة في السلاح يتلقون العلاج قبله، وقال «صحيح أنا من الجيش السوري الحر، لكننا قاتلنا الى جانب جبهة النصرة في عدد من المعارك، لأنهم أشجع منا ويقتحمون أحسن منا».
أما عن رأيه بسكان البلدات الدرزية في جنوب سوريا، فأشار الجريح الى أن «الدروز حاربوا مع النظام وكانوا مع بشار»، قائلاً إنه «لولا الدروز (في منطقتنا) لكنا وصلنا الى الشام، الى العاصمة دمشق»، ولدى سؤاله إن كان بمقدوره أن يحمي الدروز فهل يقدم على ذلك، أجاب: طبعاً لا... و«شلون بدك إحميهم؟».
وحول رأي الجرحى بمقاتلي حزب الله، يؤكد أحد الجرحى أن الرئيس بشار الاسد طلب من حزب الله أن يقاتل في درعا، وفي حال السيطرة على هذه المنطقة، فإنه سيعطيها لهم! وأضاف أن مقاتلي حزب الله مجانين، فهم يقتحمون كمن فقد عقله، و«يبدو أنهم يتناولون حبوباً مخدرة!»، وقال إن حزب الله يستقدم «كوريين وشيشانيين وأفغاناً» للقتال الى جانبهم.