انعكس اللقاء الذي جمع النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إيجاباً على «جمهور» الفريقين. في الثاني من حزيران الجاري، طوى الزعيمان سنوات طويلة من التحارب بالإعلان عن ورقة النوايا التي عمل عليها النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات ملحم رياشي. ترجمة هذه الورقة كانت أمس من خلال خلوة جمعت طلاب التيار الوطني الحر والقوات في بيت عنيا ـــــ حريصا.
الاتصالات بين مسؤولي قطاع الطلاب أنطون سعيد (التيار) وجيرار سمعاني (القوات) بدأت منذ فترة، «كنا نتدخل لحل أي إشكال بيننا واتفقنا على ضرورة عقد هذه الخلوة قبل أن نبلغ قياداتنا بقرارنا»، يُخبر سعيد. بدأ اللقاء بصلاة صغيرة «وإضاءة الشموع عن نية هذه الجمعة، ثم تعارفنا على بعضنا وعرضنا لأبرز العناوين التي سنناقشها»، استناداً الى سمعاني. المفاجأة التي حصل عليها الطرفان «زيارة الدكتور جعجع. لم أكن معتاداً على مناداته هكذا، أحاول التعود على ذلك»، يقول سعيد. دخل جعجع القاعة في وقت كان فيه سعيد وسمعاني يلقيان كلمتيهما. هنأ الطلاب على خطوتهم «وقال إنه يجب أن تنسحب على باقي القطاعات… ممكن إذا شبكنا أيادينا أن نتوصل الى التفاهم على الكثير من الأمور». تقول مصادر شاركت في اللقاء إن جعجع برر بداية أنه «لم يكن يريد المشاركة منعاً لإحراج عون، ولكن في النهاية لا يوجد فرق بين الاثنين». تمنى على الطلاب «طي صفحة الماضي والتحاور والسعي للتحالف في الجامعات والانتخابات النيابية. تحالفنا سوياً ممكن أن يشكل قوة أساسية برلمانياً وشعبياً ونتمكن من الاستحصال على أمور لم نأخذها من حلفائنا». كما أنه أمل «توسيع بيكار الحوار لتنضم إليه كل الأحزاب المسيحية». وشدد على «ضرورة أن يصبح التيار والقوات مثل حركة أمل وحزب الله».
قرابة نصف ساعة أمضاها جعجع مع الطلاب الذين تسابقوا على التقاط «السيلفي» معه. غادر قبل أن يصل كنعان ورياشي اللذان شاركا فقط في الغداء بصفتهما المفاوضين. تنقل المصادر «فرح الطلاب باللقاء وبالتفاعل بين بعضهما على الأرض، الذي من شأنه أن يعزز الروابط المسيحية». وهو يرتشف النبيذ، أوعز رياشي للطلاب بضرورة أن «نتعلم أن لا نخاف من بعضنا، بل نخاف على بعضنا»، وهو ما وصفته المصادر مازحة بـ «فلسفة رياشي».
يقول سعيد لـ«الأخبار» إن هذا اللقاء هو الأول منذ سنوات «بعدما شهدنا في الفترة السابقة بيانات متضاربة دون المستوى الأخلاقي». اتفق الطرفان على «كيفية التصرف في المرحلة المقبلة وأهمية التنافس بطريقة حضارية. لم نناقش بالتحالفات مستقبلاً، ولكن لا مانع منها». كما أنهما وجدا ضرورة «تنظيم محاضرات سياسية مشتركة في الجامعات وإعادة الانتخابات الطلابية في الجامعات وخاصة الجامعة اللبنانية… الحجة بأن الخلافات بيننا هي السبب في إلغاء الانتخابات سقطت». يعتبر سعيد أن «الحواجز انكسرت والآن هناك مساحة مشتركة».
من جهته، الأمل لدى سمعاني موجود «لأن هناك طريقة جديدة للتعاطي بيننا، ونحن متفقون على أنه لا يجب أن يؤدي بنا الاختلاف إلى أي خلاف». هذا الأمر من شأنه «فتح المجال للحكي عن كل شي». يصف سمعاني ما حصل بـ«الجلسة المحببة بين جميع الطلاب والتي كان لها تأثير إيجابي على الجميع. رح نكفّي أكيد».