قبل شهرين على إحالة قائد شرطة بيروت بالوكالة العميد عبد الرزّاق القوتلي على التقاعد، في 22 آب 2015، بدأت الاستعدادات في تيّار المستقبل لاختيار خلف له. وكالعادة يتقدم الولاء السياسي على معايير الأقدمية والخبرة والكفاءة، أو أنْ يكون الضابط المختار مختصّاً بالأمن، أي من المتخرّجين في الكلّية الحربية، لا من ذوي الاختصاصات العلمية والإدارية.ويكتسب التعيين في وحدة شرطة بيروت أهمّية خاصة، إذ إنّ من يتولى هذا المنصب يصبح حكماً عضوا في مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي عبر مرسوم وزاري.

وعلمت «الأخبار» أنّ «المنافسة» محصورة بين قائد فوج أمن السفارات العميد عامر خالد، ورئيس شعبة الشؤون الإدارية العميد فارس فارس، وقائد سرّية سير بيروت العميد الأمير محمّد الأيوبي، وقائد منطقة الجنوب الإقليمية العميد الشيخ سمير شحادة.
والثلاثة الأخيرون متخرّجون في الكلّيّة الحربية: فارس من مواليد (اقليم الخروب) عام 1963، وترتيبه 42 بين ضبّاط قوى الأمن، ويتقاعد في 26 حزيران 2021؛ الأيوبي من مواليد دده (الكورة) عام 1963، وترتيبه 52، ويتقاعد في 7 تموز 2021؛ وشحادة من مواليد بلدة شحيم (اقليم الخروب) عام 1964، وترتيبه 56، ويتقاعد في 21 تموز 2022. أما خالد فمن مواليد بيروت عام 1961 ويحمل إجازة في الهندسة، وترتيبه 25، ويحال على التقاعد في 16 أيّار 2019.
وحصر التعيين لدى آل الحريري بأحد هؤلاء الأربعة يعني، عملياً، كسر الهرمية العسكرية التي تمثّل العمود الفقري لأيّ مؤسّسة أمنية، وهو الأمر نفسه الذي تمارسه بقية الأطراف السياسية في التعيينات التي تتعلق بطوائفها. علماً أن الاستبعاد السياسي لأيّ ضابط يمثّل رسالة للضبّاط الآخرين بضرورة الالتزام سياسياً وطائفياً، وإلاّ فإنّ مصير طموحهم الإعدام وعدم الوصول إلى المناصب العليا.
وبرغم أن تقديم ضابط على آخر يعلوه رتبة أو أقدمية لا يخرج عن إطار القانون، إلا أنه يولّد حساسيات بين الضباط ويثير الاحباط وخصوصاً لدى من يُمنع عليهم تسلّم مواقع مهّمة وحسّاسة على ما يرى ضبّاط متقاعدون شربوا من الكأس نفسها في السابق في حديث مع «الأخبار».
والى الحسابات السياسية، فإن للخيارات المناطقية دورها أيضاً، علماً أنه منذ تقاعد اللواء أشرف ريفي من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في نيسان 2013، لم يعد هناك أيّ ضابط من طرابلس والشمال في أيّ موقع قيادي في المديرية، ومالت الدفّة لضبّاط منطقة إقليم الخروب، وهم: المدير العام اللواء إبراهيم بصبوص، وقائد وحدة معهد قوى الأمن العميد أحمد الحجّار، ورئيس «فرع المعلومات» العميد عماد عثمان، وقائد منطقة الجنوب العميد سمير شحادة.
وهناك ثلاثة عمداء يسبقون العميد عامر خالد هم: منذر الأيوبي الأعلى بين الضبّاط السُنّة بعد بصبوص (ترتيبه 4)، وهو متخرّج في الكلّيّة الحربية، وموضوع في تصرّف المدير العام منذ استبعاده عن قيادة منطقة الجنوب الإقليمية عام 2010، بعدما عرف بأدائه دوراً متوازناً بين جميع الأفرقاء السياسيين على الساحة الجنوبية (آل الحريري، الرئيس نبيه بري، حزب الله...)، وواجه الارهاب التكفيري ولا سيّما في مرحلة الاعتداءات على قوّات الطوارئ الدولية بعبوات ناسفة، وواجه المجموعات التكفيرية في مخيّم عين الحلوة، ولم يسمح لأحمد الأسير بالتمدّد خارج مسجده. والضابطان الآخران أيضاً متخرّجان في الكلّيّة الحربية، وهما: محمّد نصوح الأسعد، الموضوع بتصرّف المدير العام، وهو من بلدة بتوراتيج الكورانية وترتيبه 13، ومحمّد علم الدين من بلدة المنية ويشغل مركز مساعد أوّل لقائد وحدة الشرطة القضائية، وترتيبه 19.
وهناك خمسة عمداء سنّة يسبقون العمداء فارس ومحمّد الأيوبي وشحادة، هم: مساعد المفتش العام فيصل تنيان (المنية) وترتيبه 27؛ مساعد أوّل قائد جهاز أمن السفارات خالد الدندشلي (ترتيبه 32) من بيروت، مساعد أوّل قائد وحدة القوى السيّارة علي حسونة (37) من مواليد بيروت؛ رئيس شعبة التحقيق والتفتيش عادل مشموشي (40) من بلدة بسابا، رئيس مصلحة الصحّة عامر زيلع (48) من بلدة المنية.