بعد أسبوع على لقاء النائب آلان عون بالتيار الوطني الحر في المتن الشمالي، نظم وزير الخارجية جبران باسيل لقاءً مع القضاء نفسه، في إطار المعركة الانتخابية على رئاسة التيار الوطني الحر. كان لا بدّ من دخول المتن عبر بلدة ضبية، أكبر هيئات القضاء وبوابته من الناحية الكسروانية، فجرى اللقاء في صالة كبيرة قرب فندق لو رويال. علماً أن اللقاء أُرجئ مرتين قبل أن يبلغ باسيل هيئة القضاء بالموعد قبيل 24 ساعة، ما دفع الهيئة ومرشحها عن المقعد الكاثوليكي جورج عبود إلى مضاعفة عملهما لحشد العدد الأكبر من الملتزمين.عند الثامنة ليلاً، لبّى أكثر من 160 منتسباً إلى التيار من بلدة ضبية الدعوة، ما يعدّ إنجازاً استثنائياً في مدة قصيرة، لكون البلدة تعدّ 270 بطاقة حزبية (نحو 10% من مجموع بطاقات القضاء البالغة 2400 بطاقة). وأكّدت مصادر الهيئة أن «العشرات لم يتمكنوا من الحضور، لكونهم يعملون في مجمعات سياحية كبيرة تفرض عليهم دوامات عمل ليلية»، فيما حضر منسقو عدد كبير من بلدات الجوار كأنطلياس ومزرعة يشوع والمنصورية وسن الفيل وبرمانا وبرج حمود وعينطورة والمتين وبيت شباب وبصاليم وجل الديب وبسكنتا وضهور الشوير. وبدا لافتاً حضور باسيل بمرافقة مستشاره سيزار أبي خليل فقط من دون مدير الماكينة الانتخابية في التيار ومدير ماكينته في المعركة الحالية منصور فاضل.

افتتحت حلقة النقاش بالحديث عن النفايات، فأشار وزير الخارجية إلى الخطة البديلة التي حاول البعض إمرارها نتيجة اعتراض أهالي خلدة على طمرها لديهم، وتتلخص بإرسال «الزبالة» إلى المتن وكسروان، على اعتبار أن «المسيحيين هم الحلقة الأضعف وسيرضخون للأمر الواقع». وهذا ما قاد باسيل إلى التوسع في الكلام عن حقوق المسيحيين، مشيراً إلى ضرورة «المطالبة بحقنا بمختلف الطرق، ولا سيما عبر الشارع. لذلك عليكم أن تكونوا جاهزين دائماً لمواكبتنا في تحركاتنا». وعاد النقاش سريعاً إلى حلقته الضيقة عند سؤال أحدهم عن الخدمات التي قدمها التيار، فذكر باسيل إنجازاً غير مكتمل، هو سدّ كنعان، لافتاً إلى أن الأموال اللازمة له لا تزال عالقة بسبب الظلم اللاحق بالوزراء نتيجة تحكم المديرين العامين بالشاردة والواردة، فقال: «نحن طارئون على الحكم، ونحاول أن ندخل إليه بروية». وأشار إلى امتناع وزارة الأشغال العامة والنقل عن «إعطائنا حبّة زفت لمناطق المتن الشمالي وكسروان، ما سبّب خلافاً كبيراً في مجلس الوزراء لم يبلغ سكة الحل حتى الساعة». وفي ما خص وزارة الخارجية، أعلن باسيل خبر انتماء 60% من المعينين حديثاً إلى الطائفة المسيحية.
وبما أن هدف الزيارة هو انتخابات التيار، استغلّ الحاضرون المناسبة للسؤال عن النظام الداخلي، ولا سيما ولاية الرئيس، معربين عن امتعاضهم من التعديل الذي طرأ عليها، حيث باتت غير محددة الأجل، فردّ باسيل بأن «اللبنانيين يتعلقون بالشخص ولا ضير إذا كان هذا الشخص ناجحاً في فترة حكمه بإعادة ترشحه مرة أخرى». وأضاف أن المهمة تقع لاحقاً على الناخبين، «فإما أن يعيدوا انتخابه وإما لا»، من دون أن يتطرق إلى صلاحيات الرئيس في تعيين كل الهيئات، وبالتالي قدرته على التحكم بمسار الانتخابات. وأكد أن الرئيس والإدارة سيعمدان إلى تقويم أداء الهيئة والمسؤولين خلال سنة من عملهم، وبناءً على ذلك إما يستمرون في مناصبهم أو يقالون. وطمأن من يهمه الأمر أن المنتسبين إلى التيار وحدهم يستطيعون الترشح للانتخابات النيابية، غامزاً من قناة القلقين من اختيار رجال الأعمال على حسابهم.
وكان لافتاً حرص أهالي ضبية على الظهور كمجموعة واحدة، وهو ما يُعَدّ بمثابة رسالة إلى كل من يعتقد بأن الأصوات لا تستقطب بمجهود الهيئات والمرشحين والنواب، بل فقط بسبب لافتة التيار، مفادها: «خزان المتن الرئيسي، أي ساحله، ممسوك جيداً ومتكاتف كما جرده، وعدد منتسبي ضيعة واحدة منه يتخطى أعداد منتسبي قضاء كامل. والأهم، ليس الزائر من يتابع وضعه يومياً ويحتك بالأهالي وهمومهم، بل أعضاء الهيئة وفعاليات البلدات فقط. بالتالي هم وحدهم يقررون أين تصبّ هذه الأصوات ولمن».