تحوّل مركز المطالعة والتنشيط الثقافي في بنت جبيل إلى مركز تدريبي لأطفال المنطقة، الذين يقصدونه بالمئات يومياً، بعدما نظّم المركز، خلال الأيام الماضية، دورات متخصصة في الرسم والموسيقى والكمبيوتر والأشغال اليدوية. الدورات تجري بدعم من بلدية بنت جبيل، وبإشراف «عدد من المتخصصين من أصحاب الكفاءات العلمية»، كما تقول مديرة المركز ريما شرارة التي أوضحت أنّ عدداً كبيراً من الأطفال فضّلوا تعلم الموسيقى بكل أشكالها.
وتم استخدام أربع قاعات كبيرة في المركز لأجل هذا الغرض، فيما تعمل بلدية بنت جبيل على بناء ثلاث قاعات أخرى لاستيعاب الأعداد الكبيرة للمشتركين والزوار الذين فاقوا هذا العام الـ 12 ألفاً، بينهم 400 مشترك في نظام استعارة الكتب المجاني. واللافت أنّ العدد الأكبر من القرّاء هم دون الـ 18 سنة، وأنّ أكثر الكتب المستعارة هي قصص الأطفال والروايات الأدبية، ولا سيّما روايات أحلام مستغانمي وإميلي نصرالله ومارون عبود. في المركز الآن حوالى 12 ألف كتاب من مختلف المجالات، تم تقديمها من وزارة الثقافة وبلدية بنت جبيل وبعض المتبرّعين من أبناء المنطقة، وقد أضيفت إلى المركز قاعة مجهزة بعدد من أجهزة الكمبيوتر الموصولة بالإنترنت، ما ساهم في استقطاب الزائرين الشباب.
ويعتبر المركز المتنفس الوحيد للكبار والصغار في منطقة بنت جبيل التي تفتقر إلى الأماكن العامة، وخصوصاً بعدما هدّمت الأحياء والأزّقة، وانتشرت القنابل العنقودية في الحقول ودور المنازل بفعل الحروب الإسرائيلية.
بعض الروّاد يبدأون صباحهم بقراءة الصحف التي تعرض يومياً في المركز، ومن ثم يأخذ بعضهم ما يريده من الكتب للقراءة، بينما ينصرف البعض الآخر إلى قاعة الإنترنت لمتابعة أعماله. ويلتقي بعض الأصحاب هناك ويفتحون نقاشات سياسية، فيما يجتمع الأطفال للهو.
وبإمكان أي مشترك استعارة الأقراص المدمجة التي سُجّل عليها الكثير من العلوم والمعارف والألعاب والأفلام الوثائقية.
ولمركز المطالعة والتنشيط الثقافي هيئة إدارية من فعاليات المدينة تجتمع كل أسبوع لتقرّر جدول أعمال الأسبوع الجديد، وتشرف على النشاطات، وتجري المسابقات الثقافية لطلاب المدارس.
يذكر أنّ المركز فاز بجائزة المكتبة المثالية عام2011 بعد منافسة كبيرة ولافتة بين المكتبات العامّة في لبنان، ولا سيّما مكتبات بيروت وصيدا وطرابلس وجبيل. كما كانت أمينة المكتبة ريما شرارة قد فازت بجائزة «أمينة المكتبة المثالية» لأكثر من سنة.