ارتفعت وتيرة التوتر والقلق في بلدة عرسال بعد التفجيرين اللذين عصفا بها خلال أقل من 24 ساعة، وباستخدام دراجة نارية مفخخة في كل منهما. الوسيلة الجديدة ابتكرها العابثون بأمن عرسال للوصول إلى أهدافهم المتمثلة بتفجير الوضع في البلدة، بتصفيات هنا، واستهدافات تطاول الجيش والأجهزة الأمنية هناك. فبعد السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة التي تمكن الجيش من ضبط حركتها بين البلدة وجرودها، لجأ الإرهابيون إلى لغة تفخيخ الدراجات النارية الموجودة في عرسال بالمئات.
تفجير يوم أول من أمس عند مدخل مكتب «الهيئة الشرعية لعلماء القلمون» تبين بحسب مصادر أمنية أنه ناتج عن دراجة نارية مفخخة، وكذلك التفجير الذي استهدف دورية للجيش اللبناني عند أطراف عرسال من الجهة الشمالية للبلدة أمس. فقد أكدت مصادر أمنية لـ»الأخبار» أن التفجير الذي استهدف دورية للجيش ناجم عن دراجة نارية ركنت إلى جانب الطريق عند تقاطع محلة السبيل ـ طريق «الجمّالة» المؤدي إلى معبر المصيدة شمالاً وحي السبيل جنوباً وأحياء أخرى في عرسال. وأوضحت المصادر أنه وبينما كانت دورية للجيش ظهر أمس تؤازر أمنيين مكلفين الكشف على مكان تفجير مكتب «الهيئة الشرعية لعلماء القلمون» دوّى انفجار بآلية عسكرية (ناقلة جند) أدى إلى إصابة خمسة عسكريين بجروح مختلفة، الأمر الذي استدعى من باقي أفراد الدورية فرض طوق سريع حول مكان الإنفجار، إلا أن مسلحين وبعد استهداف دورية الجيش بالتفجير، أطلقوا النار باتجاه دورية الجيش الأمر الذي استدعى من أفرادها الرد على مصدر إطلاق النار، والشروع في عمليات دهم لمحيط مكان الإنفجار، وخيم النازحين السوريين القريبة بهدف توقيف المشتبه فيهم سواء في ركن الدراجة النارية بجانب الطريق، أو مفجّر العبوة عن بعد.
في موازاة ذلك سادت حالة من التوتر أحياء بلدة عرسال فانعدمت الحركة في شوارعها وأحيائها، بعد التفجير والإشتباك بين الجيش والمسلحين، لتعود الحركة إلى طبيعتها بعد الظهر. وفي الوقت الذي شهدت فيه نقاط الجيش سواء تلك الموجودة عند أطراف بلدة عرسال، أو المتقدمة في جرود السلسلة الشرقية استنفاراً لعناصره وزيادة في جاهزيتها، استهدفت مرابض مدفعية الجيش تحركات المسلحين في جرود عرسال ورأس بعلبك بعدد من القذائف. وكانت بلدة عرسال قد شيعت صباح أمس عدداً من ضحايا تفجير مكتب «الهيئة الشرعية لعلماء القلمون»، فيما لا زال الجرحى يخضعون للعلاج في مستشفى الشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية) وغيره من المستشفيات الميدانية في عرسال.
وتجدر الإشارة إلى أن الجيش اللبناني أوقف يوم أول من أمس العرسالي ع. ر لقيادته فاناً ينقل فيه 11 سورياً يشتبه في انتمائهم إلى المجموعات المسلحة.