دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى «تسوية سياسية على المستوى الوطني» تشمل رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلس النواب وقانون الانتخاب. وقال في كلمة له في الاحتفال المركزي في يوم شهيد حزب الله في مجمع سيد الشهداء إن «هناك عدم تحمل مسؤولية في إدارة الأزمة في لبنان، والخلاف على موضوع واحد يعني كأن البلد سيفرط».
وشدد على أن «بلداً بلا مرجعية حقيقية تحسم عنده الخلافات لا يمكن أن يدير أزمة». وقال: «نكتشف من خلال أزماتنا السياسية فراغاً يحتاج الى مرجعية تحسم الخلافات». وعن الجلسة التشريعية التي تُعقد اليوم، اعتبر نصرالله أن من «الأفضل أن يحضر الجميع في الجلسة التشريعية»، مشيراً إلى «أننا أمام أزمات عديدة، منها موضوع حقوق الأساتذة والعسكريين المخطوفين والبطالة والهجرة وغيرها، ولا يمكن أن تكون المعالجة بالموضوع لأنها متعبة جداً»، داعياً «الى تسوية سياسية شاملة على المستوى الوطني تشمل رئاسة الجمهورية وعمل الحكومة والمجلس النيابي وقانون الانتخاب الذي هو العامل الأساسي في إعادة تكوين السلطة، وعدم انتظار شيء من الخارج». وقال: «دعونا الى النقاش والحوار، والأمور كانت قاب قوسين من الحل، والعماد ميشال عون أعلن باسم تكتل التغيير والإصلاح أنه سيشارك، ونشكر كل من بذل جهداً وتعاطى بمسؤولية».

الحرب على المقاومة واردة في الأجندة الأميركية ــ الإسرائيلية، لكننا نستبعدها

وأشار إلى أن «الخارج كله مشغول عنا، ويوماً بعد يوم يتأكد هذا المعنى. ولا ننتظر حتى حدثاً داخلياً، أنا أقرأ بعض الأحيان مقالات وتحليلات تقول إن هناك أناساً ينتظرون 7 أيار جديداً أو شيئاً مشابهاً». وتابع: «هذا التفكير خطأ، 7 أيار أعود وأذكر لم يكن من أجل إعادة تكوين سلطة ولا من أجل مؤتمر دوحة، كان رد فعل على 5 أيار ودفاعاً عن سلاح المقاومة، هذا هدفه، لكن نتيجته كانت مؤتمر الدوحة. لكن اليوم، أي عمل يحصل مثل 7 أيار، لا يوجد في العالم العربي من يستطيع أن يأتي ويلمّ العالم ويضعهم في طائرة ويأخذهم، لا الى الدوحة ولا الى الرياض ولا الى القاهرة ولا الى دمشق أو الى بغداد ولا الى أي مكان في العالم العربي. هناك أماكن نحن لا نذهب إليها، وأماكن لا يذهبون هم إليها. إذاً، بدون تضييع الوقت، وبدون هذا الاستنزاف لأعصاب الناس ومصيرهم وحياتهم وعيشهم وصحتهم، القوى السياسية الحقيقية في لبنان مدعوة إلى أن ندخل الآن نفس الحوار الذي يرعاه الرئيس بري في المجلس النيابي أو أي شكل آخر، ونبحث عن تسوية سياسية حقيقية. هذا هو المخرج. وإذا بقينا نعالج بالحبة فليس معلوماً إن كنا نستطيع أن نحل مشاكلنا».
ولفت الى «أننا في حزب الله سنستمر في تحمل مسؤولياتنا الى جانب الجيش والشعب، وفي الداخل نسعى الى التعاون لبناء وطن لائق وجدير بمستوى تضحيات الشهداء».
وفي ما يتعلّق بالتطورات الأخيرة على الساحة السورية، تناول السيد نصرالله موضوع فك الحصار عن مطار كويرس، قائلاً إن هذا «الإنجاز وبعد عامين يدل على إرادة القتال لدى الضباط والجنود في الجيش السوري»، مشيراً إلى أن «فكّ الحصار رسالة لأميركا وحلفائها بأن الحل يكون سياسياً ولا يمكنكم اتباع سياسة استعلائية».
وعن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض، قال نصرالله إن «الزيارة تظهر الوقوف الأميركي الى جانب إسرائيل، والدعم الأميركي الدائم لها. وهم لا يعنيهم أحد لا حلفاء ولا غير ذلك»، معتبراً أن «أميركا تغطي كل جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين اليوم». وأضاف: «قوات العدو تستطيع أن تفكك أوصال المناطق الفلسطينية، لكن لا تستطيع أن تمنع وصول سكين الى كل شاب وشابة في فلسطين».
ودعا البعض في لبنان الى أن «لا يكونوا شركاء أوباما ونتنياهو في الحرب على المقاومة»، مشيراً إلى أن «الحرب العسكرية على لبنان واردة دائماً في أجندة أميركا وإسرائيل، لكن نستبعد ذلك لأن إسرائيل غير قادرة على ذلك وهي تعرف تماماً الخسائر التي ستكون أمامها في حال شن حرب على لبنان».
وفي مناسبة يوم الشهيد، وصف نصرالله عملية الاستشهادي أحمد قصير (الذي دمّر مقر الحاكم العسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة صور يوم 11/11/1982)، بأنها «العملية الأضخم في تاريخ الصراع العربي ــ الإسرائيلي، وأنها ما زالت الأقوى في تاريخ الصراع». وإذ لفت إلى أن «من أهم إنجازات دماء الشهداء روح الجهاد والمقاومة»، شكر «الشهداء على ما قدموه من تضحيات لأمتنا ولأجيالنا ولمستقبلنا، ولا نتحدث عن شهداء حزب الله فقط لكن عن شهداء كل فصائل المقاومة والجيش اللبناني والجيش السوري». ونبّه من أن «هناك حروباً تُشنّ لتشويه صورة المقاومة». وقال: «مسؤوليتنا أن نواجه هذه الحروب وأن نحفظ سلاح المقاومة لتحرير ما تبقى من أرض وردع العدوان علينا». وتابع: «لم نر من عوائل الشهداء الا الثبات والصبر والصمود والاستعداد لمزيد من التضحية. والأميركيون والإسرائيليون وأعوانهم يتصورون أننا عندما نأتي بجسد الشهيد لعائلته نواجه مشكلة، إلا أن عوائل الشهداء يكون موقفهم العزة والكرامة وتقديم المزيد».