نقابة المحامين في بيروت لم تعد تحت وصاية فريق 14 آذار، وتحديداً حزب الكتائب ممثلاً بالنقيب السابق جورج جريج. أمس، دارت «معركة» انتخابيّة بين المحامين، انتهت بفوز تحالف قوى 8 آذار والمستقلين. خاض هذا الفريق الانتخابات تحت عنوان «استعادة استقلاليّة النقابة بعد أن حوّلها جريج الى منبر حزبيّ»، ونجح بفضل تحالفه مع النقيب المُنتخب أنطونيو الهاشم.
فاز «رهان» فريق 8 آذار على الهاشم الذي نال 2269 صوتاً في مقابل 1518 صوتاً لمرشح حزب القوات اللبنانية بيار حنا. أما المرشح المستقل ناضر كسبار، الذي راهن على سقوط أحد المرشحين اللذين تدعمهما الأحزاب لتصبّ الأصوات لمصلحته، فنال 371 صوتاً.
منذ ساعات الصباح غصّت «العدليّة» بالمحامين، الى حدّ كان التجوال بينهم صعباً. انقسمت آراء المحامين بين قسم أتى لـ«نُمارس حقنا الديمقراطي في الاقتراع»، وآخر أتى من أجل «تسجيل موقف بأنّ هذه النقابة يجب أن تعود حرّة»، وثالث لم يكن يريد لهذا المركز أن «يخرج من تحت عباءتنا السياسية (14 آذار)». المرشح الى الانتخابات النيابية في كسروان المحامي أنطوان عطااللّه أكّد أن «هذه المرّة الأولى التي يشهد فيها قصر العدل هذا الحشد. المعركة حامية»، فيما عزا أحد المحامين المشاركة الكثيفة الى «ارتفاع أعداد الذين حلفوا اليمين، كما أنّ المعركة على مركز النقيب تشهد عادةً إقبالاً كثيفاً».
بلغ عدد الناخبين 7357، اقترع منهم 4223 محامياً لأربعة أعضاء الى مجلس النقابة (نجح إضافة الى الهاشم وحنا، زاهر عازوري عن التيار الوطني الحرّ وجميل قمبريز عن تيار المستقبل) ومن ضمنهم النقيب، إضافة الى انتخابات صندوق التقاعد. وقبل الانتهاء من فرز أصوات الدورة الأولى، كان المحامون المستقلون والحزبيون قد حسموا النتيجة متبادلين التهانئ باعتبار أنّ المعركة على مركز النقيب قد حُسمت.
وبرز في الانتخابات «التضامن» بين مكونات الثامن من آذار.

برز في الانتخابات «التضامن» بين مكوّنات الثامن من آذار


«في عملنا كماكينة انتخابية عملنا كثيراً وعقدنا اللقاءات مع المحامين، ولكن لا يُمكن أن ننكر فضل الحلفاء. كان هناك التزام شامل»، بحسب منسّق هيئة المحامين في التيار الوطني الحر المحامي رمزي الأشقر. وقد ظهر هذا الأمر في الأرقام التي حققها كلّ من الهاشم وعازوري، في حين أنه «من الواضح أن القوات اللبنانية كانت تعمل من أجل مرشحها، إذ كان الفارق كبيراً بين فادي حنا والمرشح الكتائبي لويس حنا (1700 صوت). أما الأرقام التي حصل عليها قمبريز فكانت بفضل تصويت حركة أمل وحزب اللّه له»، استناداً الى مصادر متابعة.
وفاز بعضوية لجنة صندوق التقاعد في النقابة المحامون في سعيد علامة (2112 صوتاً)، سمير شبلي (1912)، علي فواز (1514)، ريمون جمهوري (1440)، وموريس دياب (1422).
وعزا الأشقر المشاركة الكثيفة ونجاح عمل الماكينة العونية الى الأداء «السيّئ في السنتين الماضيتين، ما حمّس الشباب على المشاركة. وأعني بالأداء الحزب الذي سيطر على النقابة، علماً بأنها للجميع».
«أحد أسباب نجاح الهاشم هو في كون خصمه قواتياً. لا يزال مبكراً أن يتقبّل المحامون قواتياً على رأس النقابة»، بحسب مصادر متابعة. وتحدثت المصادر عن توجه النقيب السابق جريج الى تقديم استقالته إفساحاً في المجال أمام «رفيقه» الكتائبي لويس حنا، ليرتفع عدد الكتائبيين الى ثلاثة في مجلس النقابة، علماً بأن أعضاء المجلس قسمان: عضو مُنتخب وعضو دائم العضوية. وينال هذا «الشرف» كلّ نقيب سابق، فيحضر الاجتماعات إلا أنه لا يحق له التصويت. القوات اللبنانية، مع فوز بيار حنا، ارتفع عدد أعضائها في المجلس الى اثنين. أما العونيون فتدنى تمثيلهم الى واحد هو عازوري، بعد أن قدم فادي بركات استقالته منذ قرابة أسبوعين ليحلّ الرديف مكانه، ليستعد لانتخابات النقيب بعد سنتين.
هزيمة أخرى تلقّاها فريق 14 آذار أمس، بعد سقوط تيار المستقبل في انتخابات أعضاء مجلس نقابة طرابلس الأسبوع الماضي. فبعد ولاية سنتين، حكمت فيها 14 آذار والكتائب نقابة محامي بيروت، استعادت 8 آذار موقع النقيب. المعركة التي فرزت المحامين بين معسكرين، انتهت عند هذا الحدّ لدى العونيين: «لدينا اقتناع بأنّ العمل في الداخل هو نقابي صرف»، كما يقول الأشقر.