آخر تحديث 3:30 PM بتوقيت بيروت | خاص بالموقع أعلن السفير الروسي لدى باريس، ألكسندر اورلوف، اليوم، أن بلاده على استعداد لتشكيل "هيئة أركان مشتركة" ضد تنظيم "داعش"، تضمّ فرنسا والولايات المتحدة، وحتى تركيا، في وقت قال فيه وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إنه سيتم نشر منظومة "إس 400" للدفاع الجوي في قاعدة حميميم في سوريا.

وتزامن الإعلانان الروسيان مع اعتبار رئيس الوزراء، ديمتري ميدفيديف، أنّ عمل تركيا أدى إلى إلى ثلاث عواقب، بينها "نسف" العلاقات الثنائية، برغم إشارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى أنّ بلاده تريد تجنب أي "تصعيد" مع موسكو.
وقال السفير الروسي في فرنسا، في حديث لإذاعة "أوروبا 1" الفرنسية، "إننا مستعدون... للتخطيط معاً لضربات على مواقع داعش، ولتشكيل هيئة أركان مشتركة من أجل ذلك مع فرنسا وأميركا وكل الدول الراغبة في المشاركة في هذا الائتلاف"، لافتاً إلى أنه "إذا كان الأتراك يرغبون في ذلك أيضاً، فإننا نرحب بهم".
وكشف اورلوف، في سياق حديثه، أنّ الطيار الثاني للمقاتلة الروسية التي أسقطتها تركيا، أمس، بات لدى الجيش السوري. وأوضح أنه "تمكن من الفرار، وبحسب آخر المعلومات، عثر عليه الجيش السوري، وسينقل الى القاعدة الجوية الروسية".
وبعد يوم من إسقاط المقاتلة الروسية، أعلن وزير الدفاع الروسي أنّ بلاده ستنشر منظومة "إس 400" للدفاع الجوي في سوريا. غير أنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كان قد قال في حديث نقله التلفزيون الروسي اليوم، إنه "في ما يتعلق بأمن طيراننا خلال عمليتنا الجوية في سوريا، أرى أن الإجراءات التي أعلناها البارحة غير كافية، وبحثت الأمر منذ الصباح مع القادة المعنيين في وزارة الدفاع. قررنا نصب منظومة اس-300 للدفاع الجوي في قاعدتنا الجوية في سوريا، وآمل ألا تقتصر إجراءاتنا على هذه الخطوة فحسب، بما يخدم ضمان سلامة تحليق طائراتنا".
وحذّر شويغو، من أن روسيا سوف تستهدف جميع الأهداف التي تشكل خطراً على سوريا، موضحاً أن الطراد «موسكفا» تحرك إلى قبالة الشواطئ السورية وهو مزود بنظام «فورت» للدفاع الجوي، وهو النسخة المعادلة لـ«إس 300» التي تطلق من البحر.
تزامناً، اعتبر رئيس الوزراء الروسي أنّ تركيا "نسفت" العلاقات الثنائية عندما هاجمت المقاتلة. وقال ديمتري ميدفيديف، للصحافيين، إن "الأعمال الإجرامية للسلطات التركية التي أسقطت الطائرة الروسية أدت إلى ثلاث عواقب. أولاً، سبّب هذا العمل الإجرامي توتراً للعلاقات بين روسيا والناتو. ثانياً، كشف هذا العمل الإجرامي أن تركيا توفر الحماية لمسلحي داعش... ثالثاً، تم نسف العلاقات بين روسيا وتركيا".
ولفت ميدفيديف إلى "أضرار من الصعب إصلاحها" في العلاقات الثنائية، منها "احتمال التخلي عن عدد كامل من المشاريع المشتركة المهمة، وفقدان الشركات التركية مواقعها في سوق روسيا".
على صعيد آخر، أكد الرئيس التركي أن بلاده تريد تجنب أي "تصعيد". وقال، أمام منتدى دول إسلامية في اسطنبول، إنه "ليس لدينا على الإطلاق أية نية في التسبب بتصعيد بعد هذه القضية"، مضيفاً "نحن نقوم فقط بالدفاع عن أمننا وحق شعبنا".
وفي السياق، قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، إن أنقرة ستبقي قنوات الاتصال مع روسيا مفتوحة. وأكّد أنه ليس لدى بلاده "النية لتوتير العلاقات والتصعيد مع روسيا، لأنها دولة صديقة وجارة لنا، خاصة وأن الدول الكبرى لا تضحي بعلاقاتها من أجل حوادث تقنية"، مضيفاً أن "روسيا الاتحادية شريك مهم بالنسبة لتركيا، وتتصدر قائمة البلدان التي نوليها أهمية خاصة في علاقتنا، على امتداد الأعوام الـ13 الماضية".
واعتبر أنه لا يمكن لأحد "إضفاء الشرعية على مهاجمة التركمان في سوريا بحجة قتال تنظيم داعش"، مؤكداً أن استهداف روسيا في هذه الحادثة "مستحيل"، لكن تركيا لن تتردّد في الدفاع عن نفسها. وقال إنّ "من حقنا وواجبنا الدفاع عن حدودنا الجوية إذا انتهكت".
وشرح داوود أوغلو أنه "تمّ إطلاع روسيا مراراً وبوضوح على قواعد الاشتباك منذ واقعة التوغل في المجال الجوي التركي في تشرين الأوّل/أكتوبر".
من جهته، جدد رئيس "حزب الشعب الجمهوري" المعارض، كمال كليتشدار أوغلو، دعوته "للأطراف إلى التعقّل". وقال: "نؤكد دفاعنا عن مصالح تركيا، كما نعلن للرأي العام حساسيتنا حيال ضرورة تحرّك الدول الأطراف في المنطقة بحكمة وعدم انتهاك حدود الدول الأخرى".
وفي السياق، اعتبرت المستشارة الألمانية، انغيلا ميركل، أنه "من حق كل دولة الدفاع عن نفسها، ولكن جرى إبلاغ تركيا ببذل كل الجهد لتفادي تصعيد الموقف"، داعية إلى بذل قصارى الجهد "لتفادي تصعيد الصراع السوري" بعد إسقاط المقاتلة الروسية.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أكدت اليوم، أنّ موسكو لا تعوّل على موضوعية "حلف شمال الأطلسي" في تعامله مع هذا الحادث، إذ سيتبنى مسبقاً الموقف التركي.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، إنّ "الوضع غاية في التوتر، ولا أرى أنه يمكن التعويل على موضوعية الزملاء في الناتو، حيث سيتبنون مسبقاً موقف أنقرة، لأنّ تركيا عضو في الناتو". وأضاف أنّ "تركيا تروّج على قدم وساق لرواية أن طاقم الطائرة الروسية تلقى تحذيرات متكررة" لمغادرة الأجواء قبل استهداف الطائرة، فضلاً عن أنها أكدت قبل ذلك أن الطائرة الروسية "بدت لهم مجهولة الهوية".


بوتين يوصي الروس بعدم زيارة تركيا


أوصى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مواطنيه اليوم بعدم زيارة تركيا، إحدى القبلات السياحية للروس، غداة اسقاط الجيش التركي مقاتلة روسية قرب الحدود السورية.
وقال بوتين، في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي، "ما العمل بعد وقائع مفجعة كهذه، تدمير طائرتنا ومقتل طيار؟ إنه إجراء ضروري، ووزارة الخارجية أحسنت بتحذير مواطنينا من مخاطر" زيارة تركيا.
وأضاف أنه "بعد ما حصل بالأمس، لا يمكننا استبعاد حوادث أخرى. وإذا وقعت، سيكون علينا الرد. إن مواطنينا الذين يوجدون في تركيا قد يجدون أنفسهم في خطر".
وفي معرض التعليق على ممارسات الإدارة التركية التي خلصت إلى استهداف الطائرة الروسية، اعتبر أنها تعكف بشكل هادف على تعزيز التيار الإسلامي المتطرف في بلادها.وقال إنّ "المشكلة لا تكمن في المأساة التي وقعت يوم أمس، بل هي أعمق من ذلك بكثير... القيادة التركية الحالية، تنتهج طوال سنين، وبشكل هادف سياسة داخلية لأسلمة بلادها، ودعم التيار الإسلامي" المتطرف فيها. وشدد بوتين على أن الإسلام "دين عالمي عظيم"، مضيفاً "نحن أنفسنا نعكف على دعم الإسلام ولن نتوقف عن ذلك، إلا أن الأمر الذي أعنيه يتعلق بدعم التيار الراديكالي، وهو الأمر الذي يخلق في حد ذاته وسطا، وأجواء غير ملائمة لا تظهر للوهلة الأولى".


(الأخبار، أ ف ب، رويترز)