روّج أنصار القيادي الفتحاوي المفصول من الحركة محمد دحلان، خلال زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لمصر أخيراً، عن لقاء سيجمع بين الخصمين في القاهرة بعد رضوخ «أبو مازن» لضغوط الامارات ومصر والسعودية لعقد اللقاء. وساهم في نشر هذه الاشاعات وصول «أبو فادي» الى القاهرة في اليوم نفسه الذي كان فيه عباس في مصر.مصادر رام الله تنفي كل هذه «الرواية»، وتؤكد أن رفض عباس مصالحة دحلان واصراره على المثول امام القضاء الفلسطيني، دفعا انصار الأخير الى نشر خبر عن ذبحة قلبية أصابت «أبو مازن» لتبرير عدم عقد اللقاء.
هذه الاجواء وسعي المقربين من دحلان الى التأكيد على أن المصالحة قريبة بين الخصمين انعكست على خطابات الفتحاويين المقربين منه في لبنان. وقد شدّد هؤلاء، في الفترة الماضية، على الدعوة الى توحيد الحركة، وخصوصاً إبان الحديث عن نية عباس عقد المؤتمر السابع لفتح. فبحسب مصادر فتحاوية، «يعلم دحلان بأن مخيمات لبنان هي ساحته الاخيرة لكسب مؤيدين له وخصوصاً بعد خسارته في انتخابات الاقاليم في غزة، وعدم وجود انصار له في الضفة الغربية. لذلك سعى للظهور بمظهر الخائف على فتح بهدف جذب اصوات ابناء الحركة في اي انتخابات في المؤتمر المقبل».

وهذا ربما ما يفسر أن الإحتفالات التي أقامها «التيار الاصلاحي»، في سبعة مخيمات في وقت واحد في ذكرى وفاة الرئيس ياسر عرفات قبل أسبوعين، لم تسجل اي انتقاد للسفير الفلسطيني في بيروت اشرف دبور او للسلطة الفلسطينية في كلمة «قائد التيار» العميد محمود عيسى «اللينو» التي بثت عبر الشاشات مباشرة على الهواء من عين الحلوة.
مخيم البرج
الشمالي على «جدول أعمال داعش»؟

بالنسبة لـ «اللينو»، القائد السابق للكفاح المسلح، فهو يرى أن بت المصالحة التي إن حصلت، لن يكون قبل عام كامل. ولا يخفي، كالعادة، عدم ثقته بنية فتح الجدية في مواجهة الجماعات المتشددة في عين الحلوة. لذلك يرى أنه «لا يمكن الإنتظار فيما حركات تجنيد داعش وأخواتها في صفوف المراهقين والشبان من أبناء المخيمات تتزايد». فيما تشهد قوات الأمن الوطني نزفاً لعناصرها، اذ غادر أكثر من 430 عنصراً من هؤلاء إلى أوروبا، كما هاجر 13 شاباً من بين 65 تخرجوا من دورة التدريب العسكرية الأخيرة التي نظمتها قيادة القوات في الرشيدية. ولا يخفي «اللينو» أنه يترقب الجولة الجديدة من الإشتباكات في عين الحلوة مع بقايا «فتح الإسلام» و»جند الشام». فمنذ الإشتباك الأخير نهاية آب الماضي، يحظى هؤلاء بفرصة مناسبة لإعادة التموضع والتسلح والتجنيد. فيما التدريب العسكري متواصل يومياً في بستان الطيار.
آخر التقارير الأمنية الفلسطينية تشير إلى أن المعابر الشرعية وغير الشرعية لا تزال تؤمن دخولاً آمناً لقياديين وعناصر من «داعش» من خارج المخيم، ولا سيما من السعوديين والسوريين. وتلمح التقارير إلى مخططات يجري إعدادها ترتكز على استخدام عناصر من أبناء المخيمات في عمليات إرهابية جديدة، في محاولة جديدة لبث الفتنة بين الفلسطينيين واللبنانيين. وتشير المعلومات إلى دخول مخيم البرج الشمالي في صور على «جدول أعمال داعش»، لافتة الى خلية من أبناء المخيم مرتبطة مباشرة بغرفة عمليات داعشية خارجه، يرأسها شابان كانا قد تواريا عن الأنظار لنحو شهرين لدى الإسلامي هيثم الشعبي في حي الطوارئ. بعد انكشاف أمرهما وضبط رسائل وشعارات على هاتفيهما تدعو إلى العمليات الجهادية الإنتحارية وقتال الروافض، علقا حركتهما ثم استأنفاها قبل نحو خمسة أشهر.